عليه أجرا كتاب الله» (١). وقيل : إن تعيّن عليه لم يجز ، واختاره الحليميّ (٢) ، وقال : استنصر الناس (٣) المعلمين لقصرهم (٣) زمانهم على معاشرة الصبيان ثم النساء حتى أثّر ذلك في عقولهم ، ثم لابتغائهم عليه الأجعال (٤) وطمعهم في أطعمة الصبيان ، فأمّا نفس التعليم فإنه يوجب التشريف والتفضيل.
وقال أبو الليث في كتاب «البستان» (٥) : التعليم على ثلاثة أوجه : (أحدها) للحسبة ولا يأخذ به عوضا. (والثاني) أن يعلّم بالأجرة. (والثالث) أن يعلّم بغير شرط ، فإذا أهدي إليه قبل.
(فالأول) : مأجور عليه ، [وهو] (٦) عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
(والثاني) : مختلف فيه ، قال أصحابنا المتقدمون : لا يجوز ؛ لقوله صلىاللهعليهوسلم : «بلّغوا عنّي ولو آية» (٧). وقال جماعة من المتأخّرين : يجوز ؛ مثل عصام بن يوسف (٨) ، ونصر بن يحيى (٩) ، وأبي نصر بن سلام (١٠). وغيرهم قالوا (١١) : والأفضل للمعلّم أن يشارط الأجرة للحفظ وتعليم
__________________
(١) أخرجه في صحيحه ١٠ / ١٩٨ ، عن ابن عباس رضياللهعنهما ، كتاب الطب (٧٦) ، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب (٣٤) ، الحديث (٥٧٣٧).
(٢) هو الحسين بن الحسن أبو عبد الله الحليمي تقدم ذكره في ١ / ٣٢٢ ، وانظر قوله في «المنهاج في شعب الإيمان» العبارة في المخطوطة (التعليم لقصر ...).
(٣) العبارة في المخطوطة (التعليم لقصر ...).
(٤) في المخطوطة (الآجال).
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (التبيان) ، وقد تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ٣٢٢.
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) من حديث لعبد الله بن عمرو رضياللهعنهما تتمته «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار» أخرجه البخاري في الصحيح ٦ / ٤٩٦ ، كتاب أحاديث الأنبياء (٦٠) ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (٥٠) ، الحديث (٣٤٦١).
(٨) هو عصام بن يوسف بن ميمون أبو عصمة البلخي الفقيه الحنفي المحدث الثقة روى عن ابن المبارك والثوري ، وشعبة ، وروى عنه أهل بلده ، وكان صاحب حديث ثبتا في الرواية ، كان من ملازمي أبي يوسف ذكره ابن حبان في الثقات ت ٢١٠ ه (اللكنوي ، الفوائد البهية ص : ١١٦).
(٩) هو نصر بن يحيى البلخي الحنفي أخذ الفقه عن أبي سليمان الجوزجاني عن محمد ت ٢٦٨ ه (اللكنوي ، الفوائد البهية ص : ٢٢١).
(١٠) هو أبو نصر محمد بن محمد بن سلام البلخي ، ذكره الموفّق بن أحمد المكي في مناقب أبي حنيفة : ٣٨٥ في الباب السادس والعشرين ، في تقديم مذهبه على سائر المذاهب.
(١١) في المخطوطة (قال).