جَنَّاتٍ) (الأنعام : ١٤١) ؛ لوجود العلة المذكورة. وقد كان مكّيّ (١) يختار إعادة الآية قبل كلّ حزب من الحزبين المذكورين للعلّة المذكورة.
(مسألة) ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان لهذا الشأن ، الجامعين بين الدراية والرواية ، والصدق والأمانة ، وقد كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يجتمع به جبريل في رمضان فيدارسه القرآن (٢).
(مسألة) وهل القراءة في المصحف أفضل ، أم على ظهر القلب ، أم يختلف الحال؟ ثلاثة أقوال :
* أحدها : أنها من المصحف أفضل ؛ لأن النظر فيه عبادة ، فتجتمع القراءة والنظر ، وهذا قاله القاضي الحسين (٣) والغزالي ، قال : وعلّة ذلك أنه لا يزيد على .... (٤) وتأمل المصحف وجمله (٥) ، ويزيد في الأجر بسبب ذلك. وقد قيل : الختمة في المصحف بسبع ؛ وذكر أن الأكثرين من الصحابة كانوا يقرءون في المصحف ، ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف.
ودخل بعض فقهاء مصر على الشافعيّ رحمهالله تعالى المسجد وبين يديه المصحف فقال : «شغلكم الفقه عن القرآن ؛ إني لأصلّي العتمة ، وأضع المصحف في يدي فما أطبقه حتى الصبح» (٦).
وقال عبد الله بن أحمد : كان أبي يقرأ في كل يوم سبعا من القرآن (٧) لا يتركه نظرا (٧) .. وروى الطّبرانيّ من حديث أبي سعيد بن عوذ المكيّ عن عثمان بن عبد الله بن أوس (٨)
__________________
(١) هو مكي بن أبي طالب تقدم في ١ / ٤٠٩.
(٢) حديث مدارسة جبريل للنبي صلىاللهعليهوسلم أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٣٠ ، كتاب بدء الوحي (١) ، باب (٥) الحديث (٦).
(٣) هو الحسين بن محمد بن أحمد القاضي أبو علي المرورّوذي ، الفقيه الشافعي ، زين العلم ، فقيه النفس الإمام الجليل كان يقال له : «حبر الأمة» تخرّج عليه من الأئمة عدد كبير منهم : إمام الحرمين والمتولي والبغوي من تصانيفه «التعليق الكبير» ت ٤٦٢ ه (السبكي ، طبقات الشافعية ٣ / ١٥٥).
(٤) بياض في الأصل المخطوط مقدار كلمتين.
(٥) في المخطوطة (ونحوه).
(٦) القصة عند البيهقي في مناقب الشافعي ١ / ٢٨١ ، باب ما يستدل على حفظ الشافعي لكتاب الله عزوجل.
(٧) عبارة المخطوطة (لا يدركه نظر).
(٨) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (عثمان بن عبيد الله بن أويس) والتصويب من تهذيب التهذيب ٧ / ١٢٩.