وهو في الأغلب أسود يخرج بحرقة وحرارة
______________________________________________________
البول والغائط والمنيّ وهو معروف عند الأطباء وفساده يداوى ويحصل منه المفاسد ولا شكّ أنّ ما ورد منه على لسان الشارع والفقهاء لا يراد منه إلّا هذا المعنى ولذلك لم يكن الرواة والحاضرون يسألون عنه كما كانوا لا يسألون عن معنى البول والمني والغائط ، نعم ربما يحصل الاشتباه بسبب التعدّي عن الأيّام المعهودة المعتادة أو غير ذلك فكانت النساء يسألن عن علاج ذلك الاشتباه شرعاً فأجبن بما أجبن فكنّ يقلن تارة لو كان امرأة ما زاد على هذا واخرى أرأيت كان امرأة وغير ذلك ، وهذا يدلّ على أنّهن كنّ عارفات بالحيض وصفاته كما لا يخفى. فالصفات معتبرة حال الاشتباه كاعتبار صفات المنيّ حالة الا شتباه. وممّا ينبّه على ذلك أنّ اليهود يعتزلون الحائض بالكليّة والمجوس يتركون الاشغال حال حيض نسائهم كما نبّه على ذلك الأستاذ أدام الله تعالى حراسته في حاشية المدارك (١).
[في التمييز بين دم الحيض والاستحاضة]
قوله قدسسره :) وهو في الأغلب أسود يخرج بحرقة وحرارة(لمّا كان قد يحصل الاشتباه بين الحيض والاستحاضة كما علم ممّا مرَّ اعتبر الشارع للتمييز بينهما الصفات الغالبة. فالحيض في الغالب حارّ أسود عبيط كما هو حال الدماء الطبيعية كما أنّ من صفات الاستحاضة في الغالب الصفرة والبرودة والفتور.
وإنّما اعتبر الشارع ذلك ، لأنّ هذه الغلبة تورث الظهور والمظنّة كما اعتبر كثيراً من الظواهر والظنون.
ولمّا كانت هذه الصفات لا تنفع في التمييز فيما إذا وقع الاشتباه بين الحيض
__________________
(١) حاشية مدارك الأحكام : الطهارة في الحيض ص ٤٨ س ١٢ (مخطوط المكتبة الرضويّة الرقم ١٤٧٩٩).