وجهتها
______________________________________________________
وإنّما دفن فيه امّه وكره أن يوطأ قبرها فحجّر عليه وفيه قبور أنبياء (١)».
هذا وقد فسّر المصنّف الماهية بالكعبة والجهة كما يأتي وليس ذلك هو الماهية ، بل ما صدقت عليه القبلة وعذره أنّ المطلوب هنا بيان ما يجب على المصلّي التوجّه إليه فلو اشتغل ببيان المفهوم فات المطلوب.
[في كفاية جهة الكعبة قبلة للبعيد]
قوله قدّس الله تعالى روحه : (وجهتها) عبارات الأصحاب مختلفة في معنى الجهة اختلافاً معنوياً ، ففي «المعتبر (٢)» أنها السمت الّذي فيه الكعبة لا نفس البنية وذلك متّسع يمكن أن يوازي جهة كلّ مصلّ ، انتهى. وفي «نهاية الإحكام (٣)» الجهة ما يظنّ به الكعبة حتّى لو ظنّ خروجه عنها لم يصحّ. وفي «التذكرة (٤)» الجهة ما يظنّ أنها الكعبة حتّى لو ظنّ خروجه عنها لم يصحّ. وقد فهم الفرق بين تعريفي النهاية والتذكرة في «روض الجنان (٥)» وجعل الأوّل قريباً ممّا في المعتبر كما يأتي.
وفي «الذكرى (٦) والجعفرية (٧)» هي السمت الّذي يظنّ كون الكعبة فيه لا مطلق الجهة. وقال المقداد على ما نقل عنه في «الروض (٨) والمقاصد العلية (٩)» : جهة الكعبة الّتي هي القبلة للنائي خطّ مستقيم يخرج من المشرق إلى المغرب
__________________
(١) السرائر : ما استطرفه من نوادر البزنطي ج ٣ ص ٥٦٢.
(٢) المعتبر : في القبلة ج ٢ ص ٦٦.
(٣) نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٢.
(٤) تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ٧.
(٥) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٠ س ١٠.
(٦) ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٦٠.
(٧) الجعفرية (رسائل الكركي) : في القبلة ج ١ ص ١٠٣.
(٨) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٠ س ٢١.
(٩) المقاصد العلية : في القبلة ص ٨٩ س ١٥ (مخطوط في مكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).