يستحبّ اتخاذ المساجد استحباباً مؤكّدا. قال الصادق عليهالسلام : «من بنى مسجداً كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنّة».
وقصدها مستحبّ ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «من اختلف إلى المسجد أصاب أحد الثماني : أخاً مستفاداً في الله تعالى ، أو علماً مستطرفاً ، أو آيةً محكمة ، أو رحمةً مستنظرة ، أو كلمةً تردّه عن ردى ، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى ، أو يترك ذنباً خشيةً ، أو حياءً».
______________________________________________________
الشيعة على ذلك وحثّهم إياهم على الصلاة معهم يكفينا للجواز ، وإن كان الأحوط عدم الصلاة فيما علم اشتراطهم عدم صلاة الشيعة فيه (فيها خ ل) وهذا نادر. هذا ما فهمته من مجموع كلامه أيّده الله تعالى. واستند بعضهم (١) على القول ببطلان الوقف إلى أنّ الأرض للإمام ، قال : كما ورد في كثير من الأخبار أنّ الأرض له عليهالسلام وبعد ظهور الحقّ يخرجهم منها ، انتهى ، فتأمّل فيه. وقد تقدّم تمام الكلام في المسألة في مكان المصلّي.
[في استحباب بناء المسجد]
قوله قدّس الله تعالى روحه : (يستحبّ اتخاذ المساجد استحباباً مؤكّداً) استحباب اتخاذ المساجد أي بناؤها من ضروريات الدين وفضله متّفق عليه بين المسلمين كما في «المدارك (٢)» ومجمع عليه كما في «الذكرى (٣)» وكذا قصدها لمن لا يمنعه مانع شرعاً بل هو المقصد الأقصى من عمارتها. وفي «كشف اللثام (٤)» الإجماع فيهما ولأنّهما ضروريان لم يتعرّض قدماء
__________________
(١) لم نعثر على كلام هذا البعض المنقول عنه في الشرح في شيء من كتب القوم التي بأيدينا فراجع انت ايها الناظر لعلك تجده ، نعم ذكره في الجواهر بعنوان قد يقال ولم يصرح بقائله أو موضع المقال راجع الجواهر : في المساجد ج ١٤ ص ٧١.
(٢) مدارك الأحكام : في أحكام المساجد ج ٤ ص ٣٩٠.
(٣) ذكرى الشيعة : في المساجد ج ٣ ص ١٢٠.
(٤) كشف اللثام : في المساجد ج ٣ ص ٣١٥ و ٣١٦.