.................................................................................................
______________________________________________________
خالد أنّه عليهالسلام سمع إقامة جار له فصلّى جماعة بلا أذان ولا اقامة وقال : «يجزيكم أذان جاركم (١)» ويحتمل أن يكون المصنّف في «التذكرة» فهم أنّه عليهالسلام إنّما سمع بعض الأذان كما هو شأن المارّ وليس فيه أنّه وقف حتى سمع الإقامة. وفيه : انّه على هذا يلزم الاكتفاء بالدخول في الصلاة بالأذن فقط ، ولم يقل به أحد ولا في الأخبار إشارة إليه ، فتأمّل.
قلت : قال الصادق عليهالسلام في خبر منصور : «لمّا هبط جبرئيل بالأذان على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان رأسه في حجر علي عليهالسلام ، فأذّن جبرئيل عليهالسلام وأقام ، فلمّا انتبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا علي سمعت؟ قال : نعم يا رسول الله. قال : حفظت؟ قال : نعم (٢)» .. الحديث. وهذا يدلّ على أنّ الصلاة كانت قبل ذلك بلا أذان ولا إقامة كما يشهد لذلك أخبار إشارة جبرئيل (٣) بحدود الأوقات ، فتأمّل. وقال الصادق عليهالسلام في خبر أبي بصير حين سأله عن رجل نسي أن يقيم الصلاة حتّى انصرف «لا يعيد ولا يعود لمثلها (٤)» وقوله «لا يعود لمثلها» يشير إلى أنّ النسيان في السؤال بمعنى الترك. وظاهر الشيخ في «النهاية (٥)» والعجلي (٦) وابن سعيد (٧) أنّهم فهموا من صحيح الحلبي (٨) أنّ النسيان بمعنى الترك عمداً كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، سلّمنا ولكن اختلاف أخبار الرجوع عن الصلاة لمن نسي الأذان والإقامة تشهد بالاستحباب كما ظنّه المولى الأردبيلي (٩). وقال الصادق عليهالسلام في مرسل
__________________
(١) وسائل الشيعة : ب ٣٠ من أبواب الأذان والإقامة ح ٣ ج ٤ ص ٦٥٩.
(٢) وسائل الشيعة : باب ١ من أبواب الأذان والإقامة ح ٢ ج ٤ ص ٦١٢.
(٣) وسائل الشيعة : ب ١٨ من أبواب المواقيت ح ١ و ١١ و ١٣ و ١٦ ج ٣ ص ١٣٦ ١٣٩.
(٤) وسائل الشيعة : ب ٢٨ من أبواب الأذان والإقامة ح ٣ ج ٤ ص ٦٥٦.
(٥) النهاية : في الأذان والإقامة ص ٦٥.
(٦) السرائر : في الأذان والإقامة ج ١ ص ٢٠٩.
(٧) الجامع للشرائع : في الأذان والإقامة ص ٧٣.
(٨) وسائل الشيعة : ب ٢٩ من أبواب الأذان والإقامة ح ٣ ج ٤ ص ٦٥٧.
(٩) مجمع الفائدة والبرهان : في الأذان والإقامة ج ٢ ص ١٦٣.