.................................................................................................
______________________________________________________
إذا تمهّد هذا فنقول : القرّاء صحابيّون وتابعيّون أخذوا عنهم ومتبحّرون ، والصحابيّون المقرئون سبعة : أمير المؤمنين وسيّد الوصيين عليهالسلام ، وابيّ ، وزيد بن ثابت ، وعثمان ، وابن مسعود ، وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري. والقارئون : ابن عباس ، وعبد الله بن السائب ، وأبو هريرة وهم تلامذة ابيّ ما عدا ابن عباس فإنّه قرأ على زيد أيضاً. والتابعيّون المكيّون ستة والمدنيّون أحد عشر والكوفيّون أربعة عشر والبصريّون ستة والشاميّون اثنان. وأمّا المتبحّرون فخلق كثير لكنّ الضابطين منهم أكمل ضبط من المكيّين ثلاثة : عبد الله بن كثير ، وحميد بن قيس الأعرج ، ومحمد بن محيصن ، ومن المدنيّين أيضاً ثلاثة : شيبة ، ونافع ، وأبو جعفر ابن القعقاع ، ومن البصريّين خمسة : عاصم ، وأبو عمرو ، وعيسى بن عمر ، وعبد الله ابن إسحاق ، ويعقوب ، ومن الكوفيّين خمسة : يحيى بن وثاب ، وسليمان ، وحمزة ، وعاصم والكسائي ، ومن الشاميّين أيضا خمسة : عطية ، وإسماعيل ، ويحيى بن الحارث ، وشريح الحضرمي ، وعبد الله بن عامر.
وحيث تقاصرت الهمم عن ضبط الرواة لكثرتهم غاية الكثرة اقتصروا ممّا يوافق خطّ المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به فعمدوا إلى من اشتهر بالضبط والأمانة وطول العمر في الملازمة للقراءة والاتفاق على الأخذ عنه ، فأفردوا إماماً من هؤلاء في كلّ مصر من الأمصار الخمسة المذكورة وهم : نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو بن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي. وقد كان الناس بمكّة على رأس المائتين على قراءة ابن كثير ، وبالمدينة على قراءة نافع ، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم ، وبالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب ، وبالشام على قراءة ابن عامر. وفي رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب ولم يتركوا بالكلّية ما كان عليه غير هؤلاء كيعقوب وأبي جعفر وخلف ، ومن هنا كانوا عشرة. وكلّ واحد من هؤلاء أخذ عن جماعة من التابعين ، والكسائي أخذ عن حمزة وأبي بكر بن عيّاش. وقد روى عن كلّ واحد من السبعة خلقٌ كثير لكن اشتهر في الرواية عن كلّ واحد اثنان.