.................................................................................................
______________________________________________________
وفي «المعتبر (١)» ربما كان الترتيل واجباً إذا اريد به النطق بالحروف من مخارجها بحيث لا يدمج بعضها في بعض. ويدلّ عليه قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (٢) ومثله بدون تفاوت أصلاً ما في «الذكرى (٣) والفوائد الملية (٤)» وفي «المدارك (٥)» انّه حسن.
وفي «البحار (٦)» انّ الّذي يظهر من كلام اللغويين هو أنّ الترتيل الترسّل والتأنّي ، وعليه حمل الآية جماعة من أصحابنا وغيرهم ، لكن لمّا روى العامّ والخاصّ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وابن عباس تفسيره بحفظ الوقوف وأداء الحروف وفي بعض الروايات : وبيان الحروف تمسّك به أصحاب التجويد وفسّروه بهذا الوجه ، وتبعهم الشهيد قدّس الله تعالى روحه وكثير ممّن تأخّر عنه وتبعوهم في تفسيرهم الحديث حيث فسّروه على قواعدهم ومصطلحاتهم. وفي الحدائق (٧) لم أقف على هذه الرواية في كتب الأخبار ويحتمل أن تكون من طرق العامّة وإن استسلفها أصحابنا في هذا المقام.
وفي «كشف اللثام» كأنّ الشهيد عنى في تفسيره بحفظ الوقوف أن لا يهذّ هذّ الشعر. ولا ينثر نثر الرمل. وقال فيه أيضاً : الترتيل يتضمّن التأنّي في الأداء كما في التبيان وغيره ، لأنّ التبيين كما قال الزجّاج لا يتمّ بالتعجيل (٨). وقال عليّ بن
__________________
في بعض. ويمكن أن يراد به الحكم باستحبابه ، وعليه فما هو قريب إليه قوله : فإنّ الترتيل مستحبّ غير واجب. راجع الحبل المتين : في القراءة ص ٢١٤ و ٢٢٩.
(١) المعتبر : في القراءة ج ٢ ص ١٨١.
(٢) المزّمّل : ٤.
(٣) ذكرى الشيعة : في القراءة ج ٣ ص ٣٣٤.
(٤) الفوائد الملية : في سنن المقارنات ص ١٨٨.
(٥) مدارك الأحكام : في القراءة ج ٣ ص ٣٦١.
(٦) بحار الأنوار : في القراءة ج ٨٥ ص ٨.
(٧) الحدائق الناضرة : في القراءة ج ٨ ص ١٧٤.
(٨) كشف اللثام : في القراءة ج ٤ ص ٥٠.