ويستحبّ التورّك وزيادة التحميد والدعاء والتحيّات.
______________________________________________________
[في مستحبّات التشهّد]
قوله قدّس الله تعالى روحه : (ويستحبّ التورّك فيه) نقل على ذلك الإجماع في «الخلاف (١) والغنية (٢)» وظاهر «المنتهى (٣)» وقد تقدّم تمام الكلام فيه بما لا مزيد عليه في التورّك بين السجدتين وفي مسألة الإقعاء (٤).
قوله قدّس الله تعالى روحه : (وزيادة التحميد والدعاء والتحيّات) أمّا التحميد فمعروف. وأمّا الدعاء فلعلّه أراد به ما هو المعروف من قول : وتقبّل شفاعته في امّته .. إلى آخره. وقد تعطي عبارة «النفلية (٥) والفوائد الملية (٦)» انّه مختصّ بالأوّل كما أنّ التحيّات مختصّة بالثاني ، وظاهر الكتاب أن لا اختصاص في الأمرين. ولعلّه اعتمد في ذلك على قول الشيخ في «النهاية (٧)» وإن قال هذا يعني قوله : «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وتقبّل شفاعته في امّته وارفع درجته» في التشهّد الثاني وجميع الصلوات لم يكن به بأس غير انّه يستحبّ أن يقول في التشهّد الأخير «بسم الله وبالله .. إلى آخره» وذكر التحيّات ، فمعناه أنّ هذا أفضل في التشهّد الأخير ، ويحمل ما في «النفلية والفوائد الملية» من قولهما : ويختصّ تشهّد آخر الصلاة بقوله التحيّات ، على الاختصاص بالأفضلية أو أنّه لا يستحبّ في الأوّل.
وكيف كان ، فمورد التحيّات التشهّد الّذي يخرج به من الصلاة عند جميع
__________________
(١) الخلاف : في التشهّد ج ١ ص ٣٦٤ مسألة ١٢٠.
(٢) غنية النزوع : في التشهّد ص ٨٥.
(٣) منتهى المطلب : في التشهّد ج ١ ص ٢٩٤ س ١١.
(٤) تقدّم في ص ٤١١ ٤١٤ وص ٤٢٣.
(٥) النفلية : في سنن التشهّد ص ١٢٣.
(٦) الفوائد الملية : في سنن التشهّد ص ٢٢١.
(٧) النهاية : في التشهّد ص ٨٣.