النبي (ص) الا غزوة واحدة. وأبلى فيها البلاء الحسن وكان الفتح في الحروب والوقائع يكون على يده ، ناضل المشركين وجاهدهم وهو لم يبلغ العشرين من عمره.
ولقد وجده الرسول الأعظم. كفأً لسيدة النساء ـ فاطمة ـ فزوجه منها ، واختاره اخاً له دون المسلمين عندما أمر (ص) بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ونوه باسمه في حشد بعد حشد منادياً على رؤس الأشهاد من المهاجرين وأنصار ( على أقضاكم ) علي (ع) مني بمنزلة هرون من موسى إلى أنه لا نبي بعدي ، علي اخي ووزيري وقاضي ديني وخليفتي عليكم من بعدي.
ويحدثنا التاريخ ما صدر منه (ص) في حجة الوداع. عندما قفل راجعاً الى المدينة. وانتهى به السير الى ـ غدير خم ـ فأمر الناس حينذاك بالكف عن السير. ونزل ونزل الناس مؤتمرين لأوامره على غير ماء وكلاء في بلقع من الأرض قاحلة ماحلة نبتها الصخور والحجر الصلد. غديرها لعاب الشمس ووهج الرمضاء.
نزل الناس هناك. وصاروا يستظلون عن أشعة الشمس برواحلهم وربما كان الرجل منهم يجمع ثيابه تحت قدميه يقي بها حر الصفا اللاذعة.