العراق ولا اوتر لأهل الشام مني. فأجب القوم إلى كتاب الله. فانك أحق به منهم ، وقد أحب الناس البقاء وكرهوا القتال. فقال علي (ع) ان هذا أمر ينظر فيه ، وسمع من أهل الشام صائح يصيح :
رؤوس العراق اجيبوا الدعاء |
|
فقد بلغت غاية الشدة |
وقد أودت الحرب بالعالمين |
|
واهل الحفائظ والنجده |
فلسنا ولستم من المشركين |
|
ولا المجمعين على الردة |
ولكن اناس لقوا مثلهم |
|
لنا عدة ولهم عده |
فقاتل كل على وجهه |
|
يقحمه الجد والحده |
فان تقبلوها ففيها البقا |
|
ء وامن الفريقين والبلدة |
وان تدفعوها ففيها الفناء |
|
وكل بلاء الى مده |
وحتى متى مخض هذا السقاء |
|
ولابدان يخرج الزبده |
ثلاثة رهط هم أهلها |
|
وان يسكنوا تخمد الوقده |
سعيد بن قيس وكبش العرا |
|
ق وذاك المسود من كنده (٢) |
قال : وتداعى الناس على علي (ص) وكثر الصياح ، فلا نسمع إلا النداء من أصحابه أكلتنا الحرب وقتلت
__________________
(٢) أراد الشاعر : بالثلاثة هم الأشعث فانه لم يرض بالسكوت. بل كان اعظم الناس قولا في اطفاء الحرب والركون الى الموادعة وكبش العراق هو الأشتر فلم يكن يرى الا الحرب ولكنه سكت على مضض ، وسعيد بن قيس فتارة هكذا وتارة هكذا.