ثم رجع كل فريق الى أصحابه ، وقال الناس. قد رضينا بحكم القرآن. فقال أهل الشام. فأنا قد رضينا واخترنا عمرو بن العاص. وقال الأشعث والقرآء ـ الذين صاروا خوارج فيما بعد ـ فانا قد رضينا واخترنا أبا موسى الاشعري. فقال لهم علي (ع) اني لا أرضى بأبي موسى ولا أرى ان أوليه. فقال الأشعث. وزيد بن حصين ، ومسعر بن فدكي. في عصابة من القرآء. انا لا نرضى الا به ، فانه قد حذرنا ما وقعنا فيه (٢) قال (ع) فانه ليس لي برضاً. وقد فارقني وخذل الناس عني ثم هرب حتى أمنته بعد أشهر. ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك ، قالوا والله لا نبالي أكنت أنت او ابن عباس ، ولا نريد الا رجلاً هو منك ومن معاوية سواء. ليس الى واحد منكما بادني من الآخر. قال علي (ع) فاني اجعل الأشتر. فقال الأشعث وهل سعر
__________________
(٢) كان ابو موسى يحدث قبل وقعة صفين ويقول : ان الفتن لم تزل في بني اسرائيل ترفعهم وتخفضهم. حتى بعثوا الحكمين يحكمان بما لا يرضى به من اتبعهما ، فقال سويد بن علقمة. إياك ان أدركت ذلك الزمان ان تكون أحد الحكمين. قال : انا؟. قال نعم انت. فكان يخلع قميصه ويقول : لا جعل الله لي اذا في السماء مصعداً ولا في الأرض مقعداً ، فلقيه سويد بن علقمة بعد ذلك. فقال : يا أبا موسى اتذكر مقالتك؟. قال : سل ربك العافية.