والله ما رأيت ظفراً ولا خوراً ، هلم فاشهد على نفسك. واقرر بما كتب في هذه الصحيفة. فانه لا رغبة بك عن الناس قال بلى والله ان بي لرقبة عنك في الدنيا ، وفي الآخرة. ولقد سفك الله بسيفي هذا دماء رجال ما أنت بخير منهم عندي ولا احرم دماً قال عمار بن ربيعة. فنظرت الى ذالك الرجل وكأنما قصع على أنفه الحمم (١) وهو الأشعث بن قيس. ثم قال : ولكن قد رضيت بما صنع علي أمير المؤمنين (ع) ودخلت فيما دخل ، فيه ، وخرجت مما خرج منه فانه لا يدخل الا في هدى وصواب.
( التقاء الحكمين )
كان التقاء الحكمين. بدومة الجندل. وقيل بغيرها ، في سنة ثمان وثلاثين ، وكان قد بعث علي (ع) بعبدالله بن العباس وشريح بن هاني الهمداني. في أربعماءة رجل فيهم أبو موسى الأشعري. وبعث معوية بعمرو بن العاص. ومعه شرحبيل بن الصمة. في أربعماءة. واجتمع الكل في صعيد واحد.
__________________
(١) القصع : الضرب والدلك. والحمم. الرماد والفحم. وكل ما احترق من النار واحدته حمة.