.................................................................................................
______________________________________________________
عن القرآن ، قلنا : لا نسلّم ، لأنه باعتبار نظمه قرآن وباعتبار قصد ردّ السلام يكون ردّ .. إلى آخر ما ذكراه في المقام. والّذي ظهر لي منهما أنّهما إنّما ذكرا ذلك في مقام ردّ العامّة فتأمّل ، لكن سيظهر من المقام الثاني عشر ما يؤيّد إرادة قصد القرآن.
وفي «الانتصار» فإن قيل : هو كلام في الصلاة ، قلنا : ليس كلّ كلام في الصلاة خارج عن القرآن محظوراً ، لأنّ الدعاء كلام ولم يدخل تحت الحظر. ويمكن أن يقال : إنّ لفظ «سَلامٌ عَلَيْكُمْ» من ألفاظ القرآن ويجوز للمصلّي أن يتلفّظ بها تالياً للقرآن وناوياً لردّ السلام ، إذ لا تنافي بين الأمرين (١) ، انتهى.
العاشر : المشهور بين الأصحاب تحريم سلام المرأة على الأجنبيّ كما في «الحدائق» لأنّ صوتها عورة فإسماعه حرام (٢). وتوقّف في ذلك جملة من متأخّري المتأخّرين كالخراساني (٣) والبحراني (٤) والمجلسي (٥) أوّلهم المولى الأردبيلي (٦) لمكان الأخبار المتضافرة. وقد تقدّم (٧) الكلام في ذلك مستوفى.
وهل يجب على الأجنبيّ الردّ عليها على القول بتحريم تسليمها؟ قال المصنّف في «التذكرة» : ولو سلّم رجل على امرأة وبالعكس ، فإن كان بينهما زوجيّة أو محرميّة أو كانت عجوزاً خارجة عن مظنّة الفتنة ثبت استحقاق الجواب وإلّا فلا (٨). واحتمل في «مجمع البرهان (٩) والذخيرة (١٠)» وجوب الردّ عليها وإن حرم
__________________
(١) الانتصار : في ردّ السلام في الصلاة ص ١٥٤.
(٢) الحدائق الناضرة : في ردّ السلام ج ٩ ص ٨٣.
(٣) ذخيرة المعاد : فيما يجوز فعله في الصلاة ص ٣٦٥ س ٣٦.
(٤) الحدائق الناضرة : في ردّ السلام ج ٩ ص ٨٣.
(٥) بحار الأنوار : فيما يجوز فعله في الصلاة .. ج ٨٤ ص ٢٧٦.
(٦) مجمع الفائدة والبرهان : فيما يجوز في الصلاة ج ٣ ص ١٢٠.
(٧) تقدّم في : ج ٦ ص ٣٧٧ وج ٧ ص ١٨٤ ١٨٦.
(٨) تذكرة الفقهاء : كتاب الجهاد في ردّ السلام ج ١ ص ٤٠٧ س ٤.
(٩) مجمع الفائدة والبرهان : فيما يجوز في الصلاة ج ٣ ص ١٢١.
(١٠) ذخيرة المعاد : كتاب الصلاة فيما يجوز فعله في الصلاة ص ٣٦٥ س ٤١.