ونفخ موضع السجود.
______________________________________________________
عزمنا نجدها ، فهل يكون الاشتغال بالصلاة حينئذٍ مكروهاً أم لا؟ الظاهر الكراهية للعموم ، بل ربّما تشتدّ المدافعة حتّى تسلب طمأنينة القلب. نعم ربّما يحصل الوسواس في وجدان المدافعة كلّما أراد الصلاة ، فيظهر كونه من الشيطان ، فترك التعرّض حينئذٍ أولى حتّى يدع الشيطان تلك الوسوسة كما لا يخفى (١) ، انتهى.
وليعلم أنّ الموجود في «التهذيب (٢)» وكتب الاستدلال (٣) قوله عليهالسلام : «لا صلاة لحاقن ولا حاقنة» فما في «الوافي (٤)» من قوله : «لا لحاقن ولا لحاقب» اجتهاد منه بناءً على ما نقله عن النهاية.
قوله قدّس الله تعالى روحه : (ونفخ موضع السجود) نصّ على ذلك جماعة (٥) ، وقيّده جماعة (٦) بعدم حصول حرفين منه فيحرم ويبطل. ونسب الخلاف في هذا في «المنتهى» إلى أبي حنيفة ، فإنّه قال : النفخ مطلقاً لا يبطل إلّا أن يكون مسموعاً وأحمد خالف في السجود خاصّة (٧). وفي «مجمع البرهان» البطلان
__________________
(١) مصابيح الظلام : في بيان الامور الّتي ينبغي تركها في الصلاة ج ٢ ص ٣٣٣ س ١٠ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٢) تهذيب الأحكام : ب ١٥ في كيفية الصلاة .. ح ١٣٧٢ ج ٢ ص ٣٣٣.
(٣) منها تذكرة الفقهاء : في تروك الصلاة ج ٣ ص ٢٩٨ ، وكشف اللثام : في التروك ج ٤ ص ١٨٨ ، والفوائد الملية : في منافيات الأفضل ص ٢٣٣.
(٤) الوافي : ب ١١٥ من أبواب ما يعرض للمصلّي من الحوادث .. ذيل ح ٣ ج ٨ ص ٨٦٤.
(٥) منهم المحقّق في المعتبر : في قواطع الصلاة ج ٢ ص ٢٦١ ، والعلّامة في تذكرة الفقهاء : في تروك الصلاة ج ٣ ص ٢٩٧ ، والعاملي في مدارك الأحكام : في مسائل تتعلّق بقواطع الصلاة ج ٣ ص ٣٦٩ ٣٧٠.
(٦) منهم الشهيد الثاني في روض الجنان : في مكروهات الصلاة ص ٣٣٧ س ٢٨ ، والمحقّق الثاني في جامع المقاصد : في تروك الصلاة ج ٢ ص ٣٦٣ ، والشهيد الأول في ذكرى الشيعة : في تروك الصلاة ج ٤ ص ١٤.
(٧) منتهى المطلب : في قواطع الصلاة ج ١ ص ٣٠٩ ٣١٠ السطر الأخير.