ويستحبّ بلاغة الخطيب ، ومواظبته على الفرائض ، حافظاً لمواقيتها ، والتعمّم شتاءً وصيفاً والارتداء ببرد يمنيّة ، والاعتماد ،
______________________________________________________
ولم أجد أحداً من المفسّرين فرّق بين الاستماع والإنصات (١) ، انتهى.
[في ما يستحبّ للخطيب]
قوله قدّس الله تعالى روحه : (ويستحبّ بلاغة الخطيب) في خطبته (ومواظبته على الفرائض ، حافظاً لمواقيتها ، والتعمّم شتاءً وصيفاً والارتداء ببردة يمنيّة ، والاعتماد) هذه الأحكام لا خلاف فيها كما في «رياض المسائل (٢)» والأمر كما ذكر. وظاهر «الغنية» الإجماع على الارتداء (٣).
وفي «المنتهى» ذهب عامّة أهل العلم إلى أنه يستحبّ له الاعتماد على قوس أو عكاز أو سيف وما أشبهه (٤) ، انتهى.
وقد جمع جماعة منهم الشيخ في «المبسوط (٥)» بين ذكر الفصاحة والبلاغة ، واقتصر آخرون (٦) على ذكر البلاغة ، لكون الفصاحة مأخوذة في تعريف البلاغة ، إذ هي ملكة يقتدر بها على التعبير عن الكلام الفصيح المطابق لمقتضى الحال بحسب الزمان والمكان والسامع والحال ، وينبغي أن يلحظ حال هذا الحال. وفي «الفوائد الملية» إن اختلفوا في المقاصد راعى الأنفع ، ويخرج بالملكة مَن يحفظ خطبة
__________________
(١) كنز العرفان : في صلاة الجماعة ج ١ ص ١٩٥.
(٢) رياض المسائل : في صلاة الجمعة ج ٤ ص ٥٣.
(٣) غنية النزوع : في صلاة الجمعة ص ٩٠.
(٤) منتهى المطلب : في صلاة الجمعة ج ١ ص ٣٣٠ س ٢٢.
(٥) المبسوط : في صلاة الجمعة ج ١ ص ١٤٨ ، والشهيد في الدروس : في صلاة الجمعة ج ١ ص ١٨٨ ، والمحقّق في جامع المقاصد : ج ٢ ص ٤٠٣.
(٦) منهم المحقّق في الشرائع : ج ١ ص ٩٩ ، والشهيد الثاني في مسالك الأفهام : ج ١ ص ٢٤٨ ، والسيّد العاملي في مدارك الأحكام : ج ٤ ص ٨٦.