.................................................................................................
______________________________________________________
وهناك استخارة اخرى (١) متعارفة عند جملة من أهل زماننا ينسبونها إلى مولانا القائم صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، وهي أن يقبض على السبحة بعد قراءة ودعاء ويسقط ثمانية ثمانية ، فإن بقي واحد فحسنة في الجملة ، وإن بقي اثنان فنهي واحد ، وإن بقي ثلاثة فصاحبها بالخيار لتساوي الأمرين ، وإن بقي أربعة فنهيان ، وإن بقي خمسة فعند بعض أنّها يكون فيها تعب وعند بعض أنّ فيها ملامة ، وإن بقي ستة فهي الحسنة الكاملة الّتي تحبّ العجلة ، وإن بقي سبعة فالحال فيها ما ذكر في الخمسة من اختلاف الرأيين أو الروايتين ، وإن بقي ثمانية فقد نهي عن ذلك أربع مرّات. وهذه لم نجدها في كتب الأصحاب قديمها وحديثها فروعها وحديثها ، وقد يمكن استفادتها من الاستخارة المروية عن الصادق والقائم عليهماالسلام حيث خيّر هناك بأن يجعل الزوج عبارة عن افعل أو بالعكس ، لأنّه قد يفهم من قوله : تقبض على السبحة وتنوي إن كان المقبوض وتراً كان أمراً أو بالعكس ، وإنّ المدار على نيّة القابض ، فلو نوى إن كان المقبوض زوجاً فنهي واحد أو زوجين فنهيان أو ثلاثة أزواج فهي في أعلى مراتب الحسن ، وهكذا احتمل أن يكون مشمولاً للخبر المشار إليه.
وفي «الحدائق» وفي هذا الباب استخارة غريبة لم أقف عليها إلّا في كلام والدي قدّس الله تعالى روحه ، قال من كتاب السعادات : خيرة مروية عن الإمام الناطق جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام : يقرأ الحمد مرّة والإخلاص ثلاثاً ويصلّي على محمّدٍ وآله خمس عشرة مرّة ، ثمّ يقول : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ الحسين وجدّه وأبيه وامّه وأخيه والأئمة التسعة من ذُرّيته أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّد وأن تجعل لي الخيرة في هذه السبحة وأن تريني ما هو أصلح لي في الدين والدنيا ، اللهمّ إن كان الأصلح في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فعل ما أنا عازم عليه فمرني وإلّا فانهني إنّك على كلّ شيء قدير ، ثمّ تقبض قبضة من السبحة وتعدّها
__________________
(١) لم نجد لهذه الاستخارة قائلاً في كتب القوم ولا مأخذاً إلّا ما أشار إليه الشارح في المقام ، فراجع.