الوجه الثانى وإليه أشار بقوله : (وقد يكون حذفه ملتزما) وفهم منه أن قوله ويحذف بمعنى يجوز حذفه لأنه فى مقابلة الحذف على جهة الوجوب. والناصبها مفعول لم يسم فاعله بيحذف وهو اسم فاعل والضمير المتصل به منصوب الموضع على أنه مفعول به وهو عائد على الفضلة وحذفه اسم يكون والضمير فيه عائد على الناصب.
التنازع فى العمل
التنازع هو أن يتقدم عاملان ويتأخر عنهما معمول واحد وكل واحد من العاملين يطلبه من جهة المعنى ، وقد بين ذلك بقوله :
إن عاملان اقتضيا فى اسم عمل |
|
قبل فللواحد منهما العمل |
المراد بالعامل هنا الفعل أو ما جرى مجراه ولا مدخل للحرف فى هذا الباب وشمل قوله عاملان تنازع الفعلين كقوله عزوجل : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) [الكهف : ٩٦] والاسمين كقول الشاعر :
٦٨ ـ عهدت مغيثا مغنيا من أجرته |
|
فلم أتخذ إلا فناءك موئلا |
والفعل والاسم مع تقدم الاسم كقوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) [الحاقة : ١٩] والفعل والاسم مع تقدم الفعل كقوله :
٦٩ ـ لقد علمت أولى المغيرة أنّنى |
|
لحقت فلم أنكل عن الضرب مسمعا |
ومعنى اقتضيا طلبا فخرج به نوعان أحدهما أن يكون أحد العاملين لا يقتضى عملا فى المتنازع فيه كقول امرئ القيس بن حجر :
__________________
(٦٨) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ١٨٩ ، وتخليص الشواهد ص ٥١٣ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٠٢ ، وشرح التصريح ١ / ٣١٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢.
والشاهد فيه قوله : «مغيثا مغنيا من أجرته» حيث تقدّم عاملان وكلاهما اسم فاعل صالح للعمل فى المعمول ، وهو قوله : «من أجرته» وفى كل منهما ضمير مستتر هو فاعله ، وقد أعمل الثانى لقربه فنصب به «من» على المفعولية ، وأعمل الأوّل فى ضميره ، وحذف هذا الضمير ، لأن فى ذكره إعادة على متأخر لفظا ورتبة من غير ضرورة ولو أمكنه إعمال العامل الأوّل لقال : عهدت مغيثا مغنيه من أجرته.
(٦٩) البيت من الطويل ، وهو للمرار الأسدى فى ديوانه ص ٤٦٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦٠ ، والكتاب ١ / ١٩٣ ، وللمرار الأسدى أو لزغبة بن مالك فى شرح شواهد الإيضاح ص ١٣٦ ، وشرح المفصل ٦ / ٦٤ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٠ ، ٥٠١ ، ولمالك بن زغبة فى خزانة الأدب ٨ / ١٢٨ ، ١٢٩ ، والدرر ٥ / ٢٥٥ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ٢٠٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٤١٢ ، واللمع ص ٢٧١ ، والمقتضب ١ / ١٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٣.