فارفع بضمّ وانصبن فتحا وجرّ |
|
كسرا كذكر الله عبده يسرّ |
واجزم بتسكين وغير ما ذكر |
|
ينوب نحو جا أخو بنى نمر |
يعنى أن أصل الإعراب أن يكون بالضمة رفعا وبالفتحة نصبا وبالكسرة جرا ثم مثل بقوله : كذكر الله عبده يسر. فذكر مبتدأ وهو مرفوع بالضمة والله مضاف إليه وهو مجرور بالكسرة وعبده مفعول بذكر وهو منصوب بالفتحة ويسر خبر عن ذكر الله وهو أيضا مرفوع بالضمة ووقف عليه بالسكون ثم تمم علامات الإعراب الأصول بعلامة الجزم فقال : (واجزم بتسكين) هذه العلامات التى ذكرها هى الأصول فى علامات الإعراب وغيرها من العلامات إنما هو بالنيابة وإلى ذلك أشار بقوله : (وغير ما ذكر ينوب) ثم أتى بمثال وهو : (نحو جا أخو بنى نمر) فأخو فاعل والواو فيه نائبة عن الضمة وبنى مضاف إليه والياء فيه نائبة عن الكسرة.
ثم شرع فى مواضع النيابة فقال :
وارفع بواو وانصبنّ بالألف |
|
واجرر بياء ما من الأسما أصف |
يعنى أن الواو تنوب عن الضمة والألف عن الفتحة والياء عن الكسرة فيما أصف لك ، أى فيما أذكر لك بعد هذا البيت ، وهو ستة أسماء أشار إلى اثنين منها بقوله :
من ذاك ذو إن صحبة أبانا |
|
والفم حيث الميم منه بانا |
أب أخ حم كذاك وهن |
فقوله : إن صحبة أبانا ، أى إن أظهر صحبة نحو جاءنى ذو مال ، أى صاحب مال ورأيت ذا مال ومررت بذى مال واحترز به من ذو بمعنى الذى فى لغة طيئ ، فإن الأشهر فيها ذو بالواو فى جميع الأحوال. وقوله : (والفم حيث الميم منه بانا) أى إذا ذهب منه الميم نحو هذا فوك ورأيت فاك ونظرت إلى فيك واحترز به من فم بالميم فإنه يعرب بالحركة نحو هذا فمك ورأيت فمك ونظرت إلى فمك ، ثم أشار إلى الأربعة الباقية من الأسماء الستة فقال : (أب أخ حم كذاك وهن) فأب مبتدأ وأخ وحم معطوفان عليه بحذف العاطف ، وكذاك خبر المبتدأ وهن مبتدأ وخبره محذوف لدلالة خبر أب عليه أى وهن كذاك فتقول هذا أبوك ورأيت أخاك ومررت بحميك وهذا هنوك ورأيت هناك ونظرت إلى هنيك ، والحم أبو زوج المرأة والهن كناية عما يستقبح كالفرج ثم أشار إلى أن هذه الأسماء الأربعة فيها لغات أخر غير الإعراب بالحروف فقال :