ومثله قوله يا سعد سعد الأوس ، وفهم من قوله نحو أن ذلك جائز فى العلم وفى النكرة المقصودة نحو يا غلام غلام زيد وهو مذهب البصريين ، وفهم من تقديمه الضم أنه أحسن الوجهين وأرجحهما وفى نحو متعلق بينتصب وتصب مضارع مجزوم على جواب الأمر.
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
قوله :
واجعل منادى صحّ إن يضف ليا |
|
كعبد عبدى عبد عبدا عبديا |
شمل قوله منادى الصحيح والمعتل فأخرج المعتل بقوله صح فإنه فى النداء كحاله فى غير النداء وعلم أنّ يا فى قوله ليا ياء المتكلم إذ لا يضاف لياء المخاطبة وليس فى الضمائر ياء غيرهما وقد ذكر فى الاسم المضاف إلى ياء المتكلم خمس لغات الأولى يا عبد بحذف الياء والاستغناء بالكسر عنها وهى أفصحها الثانية يا عبدى بإثبات الياء الساكنة. الثالثة يا عبد بقلب الياء ألفا وحذفها والاستغناء عنها بالفتحة. الرابعة يا عبدا بقلب الياء ألفا وإثباتها. الخامسة يا عبدى بفتح الياء وهى الأصل ولم يذكرها فى النظم على الترتيب فى القوة والضعف بل على ما سمح به الوزن ، وأفصحها حذف الياء وإبقاء الكثرة ثم إثبات الياء ساكنة ومتحركة ثم قلبها ألفا ثم حذف الألف وإبقاء الفتحة وفيه لغة سادسة لم يذكرها الناظم لضعفها وهى بناؤه على الضم كقوله تعالى : وقل (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) فى قراءة. وفى قوله كعبد إلخ البيت فائدتان : إحداهما التنبيه على اللغات المذكورة والأخرى التنبيه على أن جواز اللغات المذكورة مشروط بأن تكون الإضافة للتخفيف وذلك مفهوم من المثال احترازا مما فيه الإضافة للتخفيف كاسم الفاعل وسائر ما إضافته للتخفيف فإنه لا يجوز فيه إلا وجهان إثبات الياء متحركة أو ساكنة ومنادى مفعول أول باجعل وصح فى موضع الصفة له والمفعول الثانى كعبد إلى آخر البيت وإن يضف شرط محذوف الجواب لدلالة ما تقدم عليه. ثم إن المنادى
__________________
ـ وخزانة الأدب ٨ / ٣١٧ ، ١٠ / ١٩١ ، ورصف المبانى ص ٢٤٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٥٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٢٢ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠٥ ، ٣ / ٢١ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٥٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٢.
والشاهد فيه قوله : «يا تيم تيم عدى» حيث أقحم «تيم» الأول وما أضيف إليه ، فعامل الثانى فى منع التنوين معاملة الأول. ويجوز أن يضم «تيم» الأول على أنه منادى علم والثانى بدل منه