بعدهما مستوية فى الاختصاص بالفعل وإلى ذلك أشار بقوله : (وأولينها الفعلا) أى اجعلها داخلة على الفعل ، وشمل الفعل المضارع نحو هلا تأتينا والماضى نحو هلا أتيت وهو بمعنى المستقبل لأنها تخلص الفعل للاستقبال. والتحضيض مفعول بمز وألا وما بعده معطوف على الضمير فى بهما ولم يعد الجار فيقول وبهلا لأن مذهبه عدم اشتراط ذلك ، وها فى قوله وأولينها عائدة على الأحرف الخمسة المذكورة والفعل مفعول ثان. ثم قال :
وقد يليها اسم بفعل مضمر |
|
علّق أو بظاهر مؤخّر |
يعنى أن هذه الأحرف الخمسة تدخل على الاسم على وجهين : الأول أن يكون مفعولا بفعل مضمر وشمل نوعين : أحدهما أن يكون مفسرا بالفعل الواقع بعد الاسم نحو هلا زيدا أكرمته فيكون من باب الاشتغال ، والآخر يفسره سياق الكلام كقوله :
٢٠١ ـ ألا رجلا جزاه الله خيرا |
|
يدلّ على محصلة تبيت |
التقدير ألا ترونى ، والثانى أن يكون معمولا للفعل الذى يليه نحو هلا زيدا ضربت واسم فاعل بيليها وعلق فى موضع الصفة لاسم ، وبفعل متعلق بعلق.
الإخبار بالذى والألف واللام
الباء فى قوله بالذى باء السببية لا باء التعدية لأنك إذا جعلتها باء التعدية يكون المعنى أن الذى به يكون الإخبار وليس كذلك ، بل الإخبار يكون عن الذى بغيره. ثم إن الإخبار يكون بالذى وفروعه وبالألف واللام ، وقد أشار إلى الأول فقال :
__________________
(٢٠١) البيت من الوافر ، وهو لعمرو بن قعاس (أو قنعاس) المرادى فى خزانة الأدب ٣ / ٥١ ، ٥٣ ، والطرائف الأدبية ص ٧٣ ، وشرح شواهد المغنى ص ٢١٤ ، ٢١٥ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ١٦٤ ، وإصلاح المنطق ص ٤٣١ ، وأمالى ابن الحاجب ص ١٦٧ ، ٤١٢ ، وتخليص الشواهد ص ٤١٥ ، وتذكرة النحاة ص ٤٣ ، والجنى الدانى ص ٣٨٢ ، وجواهر الأدب ص ٣٣٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ٨٩ ، ١٨٣ ، ١٩٥ ، ٢٦٨ ، ١١ / ١٩٣ ، ورصف المبانى ص ٧٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٥٤ ، وشرح شواهد المغنى ص ٦٤١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣١٧ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠١ ، والكتاب ٢ / ٣٠٨ ، ولسان العرب ١١ / ١٥٥ (حصل) ، ومغنى اللبيب ص ٦٩ ، ٢٥٥ ، ٦٠٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٦٦ ، ٣ / ٣٥٢ ، ونوادر أبى زيد ص ٥٦.
والشاهد فيه قوله : «ألا رجلا» حيث وقعت «ألا» للعرض والتحضيض ، ومعناهما طلب الشىء ، ولكن العرض طلب بلين ، والتحضيض طلب بحث ، والمعنى : ألا ترونى رجلا. ويروى «ألا رجل» والشاهد فى هذه الرواية جرّ «رجل» ب «من» المضمرة.