كان وإلى ذلك أشار بقوله : (عكس ما لكان من عمل) ، ومعنى إن وأن التوكيد وليت التمنى ولكن الاستدراك ولعل الترجى والإشفاق وكأن التشبيه وما بعد إن معطوف عليه على إسقاط العاطف وعكس مبتدأ خبره فى المجرور قبله وما موصولة وصلتها لكان ومن عمل متعلق بالاستقرار الذى يتعلق به لكان ثم مثّل ذلك بثلاثة أحرف منها فقال :
كإنّ زيدا عالم بأنّى |
|
كفء ولكنّ ابنه ذو ضغن |
الكفء : المثل ، والضغن : الحقد ، والعداوة. ثم قال :
وراع ذا التّرتيب إلّا فى الّذى |
|
كليت فيها أو هنا غير البذى |
لما أتى بالمثل فى البيت الذى قبله مرتبة وقدم فيها الاسم على الخبر وهو الأصل نبه على أن الترتيب المذكور مراعى محافظ عليه إلا إذا كان الخبر ظرفا أو مجرورا فإنه يجوز تقديمه على الاسم لتوسع العرب فى الظروف والمجرورات وهو المنبه عليه بقوله : كليت فيها أو هنا غير البذى. والبذى : الفاحش النطق وذا مفعول براع والترتيب نعت لذا وإلا استثناء ولا بد من تقدير حذف كلام ليستقيم مراده والتقدير وراع هذا الترتيب إلا فى المثال الذى يكون فيه الخبر ظرفا أو مجرورا كليت فيها فالذى على هذا نعت لمحذوف وهو المثال. ثم قال :
وهمز إنّ افتح لسدّ مصدر |
|
مسدّها وفى سوى ذاك اكسر |
يعنى أن همزة إن المكسورة تفتح إذا سد المصدر مسدها أى : إذا أوّلت هى وما بعدها بالمصدر وفهم من قوله : (وهمز إن افتح) أن الأصل المكسورة الهمزة وهو أشهر القولين ، وقوله : (وفى سوى ذاك اكسر) أى إذا لم يسد المصدر مسدها.
فاكسر فى الابتدا وفى بدء صله |
|
وحيث إنّ ليمين مكمله |
أو حكيت بالقول أو حلّت محلّ |
|
حال كزرته وإنّى ذو أمل |
وكسروا من بعد فعل علّقا |
|
باللّام كاعلم إنّه لذو تقى |
ثم إنّ «إنّ» فى ذلك على ثلاثة أقسام : قسم يجب فيه كسرها ، وقسم يجوز فيه كسرها وفتحها ، وقسم يجب فيه الفتح ثم ذكر المواضع التى يجب فيها الكسر وهى ستة مواضع : الأول أن تقع فى الابتداء وهو المشار إليه بقوله : (فاكسر فى الابتدا) أى فى ابتداء الكلام