لأولئك الذين تم سلفا إنذارهم وبقيت من قصتهم آية وعلامة لعل الناس يهتدون ، الا أن أكثر الناس لا يؤمنون. وخلاصة الحقيقة التي يمكن معرفتها بهذه الآية هي ان الله عزيز رحيم.
وهكذا تختلف صور الفساد ونهايته واحدة مهما اختلفت صوره ، ولعل السبب الرئيسي للفساد هو الإسراف.
بينات من الآيات :
(أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ)؟
[١٦٠ ـ ١٦٤] (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ* وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ)
ذات الكلمات ، وذات النبرة نسمعها من لوط (ع) ، لان جوهر الانحراف عند كل قوم واحد ، بالرغم من اختلاف صوره ، فلا بد ان يكون جوهر الرسالات واحدا ، بالرغم من اختلاف كل رسالة عن غيرها في مجال الإصلاح الذي يستتبع نوع الانحراف.
[١٦٥] (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ)
ولعل هذه الآية تشير الى طبيعة فساد الاباحية والشذوذ الجنسي حيث إنه ينتشر ويتعدى حدود البلد ، وقد انتشر فعلا الفساد الخلقي عند قوم لوط حتى قال آسفا : أليس منكم رجل رشيد؟! ، وتعدى فعل الفاحشة الى كل العالمين.
[١٦٦] (وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ