تأكيد الله على كلمة العربي للقرآن ، يدل على أهمية هذه اللغة وضرورة تعلمها ، لأنها لغة القرآن ، والعربية هي أوسع اللغات لتقبل مثل هذا القرآن.
وقد جاء في معاجم اللغة : ان اعراب الكلام إيضاح فصاحته ، والعربي المفصح ، والاعراب ـ بالكسر ـ البيان.
وفي الحديث عن قول الله تبارك وتعالى : «بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» قال :
«يبين الألسن ، ولا تبينه الألسن» (١)
ولعل معناه ان اللغات لا تترجم ـ بدقة ـ العربية وليس العكس.
[١٩٦] (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ)
ان من شواهد صدق رسالة النبي (ص) توافقها مع رسالات الله السابقة ، وتبشير الأنبياء بها ، وتعاهد المؤمنين على التواصي بها جيلا بعد جيل.
[١٩٧] (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ)
أو ليس دليلا كافيا أن يؤمن به بعض علماء بني إسرائيل مثل عبد الله بن سلام ، وأسيد بن خضير ، وغيرهم؟ وايمان مثل هؤلاء حجة قوية ، أولا : لأنهم من بني إسرائيل ، وثانيا : لأنهم من علمائهم وتقاتهم ، وقد أكد الله في سورة الأحقاف مضمون هذه الآية عند ما قال : «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ».
[١٩٨ ـ ١٩٩] وبعد ان يبين السياق شواهد الصدق في رسالة الإسلام شرع
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ج (٤) / ص (٦٥).