فلسطين ، إذ يجب ان تلتقي الحضارتان (وهذه سنة الحياة) وأضحى الهدهد هو الرابط.
بعد ذلك قرر سليمان (ع) ان يتبين الأمر ، فان صدق أكرمه والا أحلّ به العذاب ، لذلك دفع اليه رسالة وأمره ان يلقيها الى ملكة سبأ ، وفي القصة عبر ودروس سنتعرض لها في البيّنات.
بينات من الآيات :
[١٨] (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
ولم تقل النملة ان سليمان وجنوده لا يملكون الاحساس أساسا ، وانما قالت بأن اهتمامهم بأشياء أخرى قد يجعلهم لا يدركون بأن تحت أرجلهم شيئا وهذه اشارة للإنسان المقتدر بأن لا ينسى النملة بل يهتم بها ، لأنها ذات روح وشعور.
والحاكم العادل يأخذ حساباته حتى بالنسبة لهذه النملة ، ولنستمع إلى كلمة الإمام علي (ع) وهو يومذاك حاكم على إمبراطوريّة عظمي :
«والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته ، وإنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها. ما لعليّ ولنعيم يفنى ، ولذّة لا تبقى» (١)
أما الطغاة فإنهم يتجاهلون شعوبا بأكملها ، فأمريكا تفكر ان تضغط على روسيا في افغانستان ما دامت الاخرى تضغط عليها في بولونيا وفي كلتا البلدين
__________________
(١) نهج البلاغة / خ (٢٢٤) / ص (٣٤٧).