شعب مستضعف الا ان المهم عندهم ان تمشي سياستهم ومصالحهم ولو دفع ملايين المستضعفين الى الجحيم.
كما تزرع كلتا الدولتين صواريخها النووية المرعبة بين ملايين البشر ، وتسلبهم الراحة والاطمئنان ، فالمهم عندهم ان يكونوا أقوياء ، وهذا هو الفرق بين مملكة الإيمان وإرهاب الطغاة.
[١٩] (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها)
قيل : ان سليمان (ع) لما سمع كلام النملة ، أمر الجيش بالتوقّف في الصحراء حتى دخل النمل أجمعهم الى بيوتهم ، فأمرهم بعد ذلك بمواصلة المسير ، وفي الوقت ذاته تعجب سليمان من كلام النملة ، وعرف انه وصل ذروة رفيعة من القوة والسلطة ، وانه استجيبت دعوته التي قال فيها : «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ» (٢) لذلك توجه بالشكر الى الله لكي لا تبطره النعمة فيطغى.
وهناك حديث شريف ينقل حوارا بين سليمان والنملة :
في عيون الاخبار باسناده الى داود بن سليمان الغازي ، قال : سمعت علي بن موسى الرضا (ع) يقول عن أبيه موسى بن جعفر (ع) في قوله : «فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها» وقال : لما قالت النملة : «يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ» حملت الريح صوت النملة الى سليمان (ع) وهو مارّ في الهواء ، فالريح قد حملته ، فوقف وقال : علىّ بالنملة ، فلما أتي بها قال سليمان : يا أيتها النملة اما علمت اني نبي الله واني لا أظلم أحدا؟! قالت النملة : بلى. قال
__________________
(٢) سورة ص / (٣٥).