(قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ)
فقال لهم صالح : إنّ الشؤم الذي لحق بكم هو بسبب ذنوبكم وخطيئاتكم ، فأنتم مذنبون ، والعذاب ينزل عليكم من عند الله ، وهو الذي بعثني نذيرا.
(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ)
وإنّكم لا تعلمون بأن الله حين أنعم عليكم بهذه النعم أراد أن يفتنكم بها ، فالنعم ليست سوى ابتلاء ، وهي ليست دائمة ، ولا هي دائما خير ، ولعلّ نعمة يكون وراءها شر مستطير.
[٤٨] ويبدو أنّ جماعة من قوم صالح كانت قد آمنت به ، وكاد الإيمان ينتشر بين عامة الناس لو لا منع أشرار ثمود عن ذلك.
(وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)
وكان في المدينة تسعة شيوخ عشائر تسعى للإفساد ولا تصلح. إنّ النظام القبلي إطار للمجتمع البشري وهو بذاته ليس مضرا ، إنّما القوانين والأعراف التي فيه ـ والتي تعكس روحه ووجهته ـ هي التي قد تفسد وتفسد ، ويبدو أنّ قبائل ثمود قد بلغت هذا الدرك الأسفل ، وإذا فسد النظام بدأت نهاية المدينة ، فاذا تحول النظام الذي أنشأ من أجل حماية الحقوق ، ومنع الترهّل ، والمحافظة على القيم الحضارية إلى أداة للفساد ، والاعتداء ، والتجاوز فإنّ نهايته قد اقتربت.
[٤٩] (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ)
حين تآمروا على قتله أقسموا بالله على ذلك ، ولعلّ هذا يدلّ على أنّهم كانوا يستخدمون الدّين ـ أيضا ـ وسيلة لعدوانهم وفسادهم.