ولكي يهدينا السياق الى هذه الحقيقة ، يفصل القول في مسائل شتى تلتقي بالتالي وتلك الحقيقة :
أ ـ يبين السياق بتفصيل كيف تمتد يد الغيب لنصرة أصحاب الرسالة ، وكيف تجري الألطاف الخفيّة لربنا المقتدر الحوادث لتنتهي إلى الغاية المقدرة.
فرعون علا في الأرض ، واستضعف طائفة من الناس. هذا ظاهر الحياة الدنيا ، أمّا حقيقتها فهي إرادة الله على وراثة المستضعفين ، والتمكين لهم في الأرض ، وان يذيق فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون منهم ، وبأيدي المستضعفين أنفسهم.
لننظر كيف تتحقق هذه الإرادة العليا؟
فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل الذكور ، ولكن الله يأمر أمّ موسى بوضع وليدها في التابوت ، وقذفه في النيل.
يتلقط زبانية فرعون التابوت فيهّم بقتله ، ولكن يد الغيب لا تدعه. إذ يوحي الى زوجه ان تمنعه من ذلك ، لينمو عدوه ومادة حزنه في بيته.
أم موسى تكاد تبوح بالسّر جزعا على وليدها ، والله يربط على قلبها.
ثم يبحثون له عن مرضعة من غير بني إسرائيل ، بيد ان الله يحرّم عليه المراضع حتى يرده إلى أمّة كي تقر عينها ولا تحزن.
يذيع الرجل سر القيادة بعد مقتل القبطي ، والقائد ـ بدوره ـ يشتبه (على قول) في المبادرة بقتل القبطي ، فيطلب من الله ان يستره ، فيفعل.