وجاء في حديث مأثور عن الامام الرضا عليه السلام :
«انه أراد أنه ضل عن الطريق بوقوعه الى مدينة من مدائن فرعون» (٢)
[٢١] وقد فرّ موسى عن مدائن فرعون خشية عنصريته ، التي كان يدين ـ بموجبها ـ أيّ واحد من بني إسرائيل بمجرد الصراع بينه وبين الأقباط.
(فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ)
والآية تدل على أن الفرار من الظلم فضيلة ، أولا أقل لا بأس به.
ونستوحي أيضا من الآية : ان التمرد على قوانين الانظمة غير الشرعية عمل شريف.
ولأن موسى نصر الحق ، ورفض الخضوع لنظام الطاغوت ، ولأنه توكل على الله ، وهاجر عن بلاد الكفر ، فان الله أكرمه بالنبوة والرسالة.
(فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً)
ان حرف الفاء يوحي إلينا بأن هناك علاقة بين فراره من ظلم فرعون وبين الحكم الذي وهبه الله له ، ولعل الحكم هو العلم ، ولعله النبوة التي تسبق الرسالة.
(وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
ونستوحي من كلمة «جعلني» ان صاحب الرسالة هو الحاكم والخليفة في الأرض ، وان هذا المنصب بحاجة الى قرار وجعل وتنصيب.
__________________
(٢) المصدر / ص (٤٨ ، ٤٩).