رصيد ، وأيام ابن آدم إن ذهبت فلن تعود ، فقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
«ما من يوم يمر على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم : يا بن آدم! أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد ، فقل فيّ خيرا ، واعمل فيّ خيرا أشهد لك به يوم القيامة» (٧)
فلنستغل الفرصة كيلا تتحول أيامنا إلى أوراق نقدية لا رصيد لها ، جاء في الحديث : «الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة» (٨)
ولا يزيد ربنا بأعمالنا غنى.
(إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)
[٧] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)
وهذه هي البشارة الكبرى ، فان ربنا ـ عز وجل ـ سيمحي السيئات عمن آمن وعمل صالحا ، ويعطيهم بدل سيئاتهم حسنات ، وهذه أسمى نعم الله على المؤمن ، فلو أن شخصا انتبه ذات صباح عند أذان الفجر فتماهل قليلا ، وأخذته الغفوة ، ثم انتبه ثانية ، وإذا بالشمس قد طلعت فان عليه أن يصمم لمحو أثر هذا الذنب من نفسه بأن يقوم بعمل عظيم لئلا يفتضح في يوم البعث على رؤوس الأشهاد بأنه لم يصلّ الصبح ذلك اليوم إلّا قضاء ، آنئذ لا ينفعه الكذب ، ولا تجديه الواسطة ، وأين هي تلك الواسطة التي تستطيع أن تغيّر ما في الكتاب؟!
بلى. في ذلك اليوم ينفع شيء واحد ألّا وهو الله الكبير المتعال ، والواسطة هي
__________________
(٧) سفينة البحار / الشيخ عباس القمي / ج ٢ / ص ٧٣٩
(٨) بحار الأنوار / ج ٧٧ / ص ١٦٤.