(إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ)
فيوم القيامة لن يحاسبك أبواك ، فأنت وهما سيحاسبكم الله جميعا.
(فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
والأب الذي يجعل ابنه نصرانيا ، أو يهوديا ، أو مجوسيا ، أو طاغوتيا ، أو مشركا مسئول يوم القيامة عما فعل ، ولا تسقط من مسئولية الابن شيء.
[٩] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ)
لا تفكر بما أصابك في جنب الله ، فان الله سوف يبدلك بما هو أحسن ، لقد كان مصعب بن عمير وحيد والديه الثريّين ، ولكنهما طرداه بعد أن لم ينصاع إليهما ، فجرداه من كل ما أسبغا عليه ، وأخرجاه من البيت ، ولكن ما ان أصبح وحيدا ، فاذا بمجموعة من المؤمنين الصادقين ممن تصافت قلوبهم ، وتلاقت أفكارهم على الإيمان يحتضنون مصعبا ، فيتحول من طريد أهله إلى أول مبعوث لرسول الله (ص) إلى أهل يثرب.
وكان بذلك أول فاتح إسلامي حقيقي للمدينة المنورة ، وأول رجل يمهّد الأرضيّة لهجرة الرائد العظيم رسول الله (ص).
فلا تتلف أعصابك ، ولا تخف ، ولا تحزن أيها المؤمن المجاهد فالمسألة هيّنة ، فاذا أخرجتك عائلتك ، فسوف تحتضنك القلوب والأفئدة ، كما قال الامام علي (ع): «من تهجره الأقران احتضنه الأبعاد»