وكما محور الثروة كذلك محور القومية والوطنية وما أشبه ، تنفلت من اطارها السليم ، وتتحول الى صنم يعبد من دون الله.
أما والآن وقد عرفنا ان هذه الأوثان التي كانت تعبيرا عن نزعات نفسية شاذة ومنحرفة جرت المزيد من الويلات على البشرية ، فكم ارتكبت باسمها الجرائم وكم سوغت باسمها المجازر ، وكم اشعلت نار الحروب الضاربة ولا تزال.
وقد بين ربنا على لسان محطم الأصنام إبراهيم (ع) ان اتخاذ الأصنام انما تم «مودة بينكم» فالهدف هو إيجاد العلاقة ، ثم أوضح أن الكفار سوف يتبرءون من بعضهم يوم القيامة.
ومن هنا نعرف العلاقة بين الآية الاولى والثانية في هذا السياق ، إذ ان رفض الإسلام للمودة الوثنية يقابله تشجيعه على المودة الرحمانية ، القائمة على أساس التوحيد. فكما حارب إبراهيم الوثنية آمن به لوط ، ورزقه الله اسحق ويعقوب ، ومن ورائهما الأسباط ، والتجمع الايماني ، ذلك التجمع الذي باركه الله في الدنيا ، حيث أعطي جزاء إبراهيم (ع) وافيا ، وفي الآخرة ادخله في الصالحين. أولئك الذين لا يتبرأ بعضهم من بعض.
اي تجمع يباركه الإسلام؟ وهل كل تجمع مفيد؟ وعلى اي أساس؟
ان التجمعات اليوم قائمة على محاور وثنية ، كالتجمع حول (وثن الوطنية ، أو صنم الاقليمية ، أو القومية ، أو العنصرية ، أو الطبقية) هذه الأوثان التي قد يرمز لها بعلم ، أو شخص (طاغوت) أو مسميات اخرى (كالجندي المجهول ، أو تمثال الحرية ، أو تمثال الفيل ، أو التمساح ، أو أبي الهول ، أو شجرة الأرز).
ولا تعني هذه الرموز سوى النزعة الصنمية ، ذلك لأن أولئك الذين كانوا