يقدسون الأصنام في الجاهلية ، التي كانوا يصنعونها من التمر ثم يأكلونها إذا جاعوا ، هل كانوا يعتقدون فعلا أنّها آلهتهم؟!
كلا .. فلو كانوا يعتقدون حقيقة أنّها آلهتهم لم يأكلوها عند ما يجوعون. انهم كانوا يزعمون أنّها رمز تجمعهم ، لذلك كانت كل قبيلة لها صنمها الخاص.
بينات من الآيات :
[٢٥] (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)
حيث اتخذتم وثنا يكون رمزا لعلاقاتكم في الحياة الدنيا ، بيد ان هذه العلاقات غير ثابتة لأنها منبثقة عن النزعات النفسية التي تتبخر عند الموت ، فحينما ينزل ابن آدم الى قبره يودعه على حافته ماله ، وعياله ، وذويه ، وانتماءاته الحزبية ، وولاءاته السياسية ، ليواجه مصيره وحده.
(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ)
ورد في مواضع أخرى من القرآن تجسيد حي لبعض مشاهد الآخرة ، وهذه الآية تعرض واحدة من تلك الصور التي تجسّم النزاع الذي يدور بين الجماعات التي كانت متوحدة في الدنيا على بعض القيم المزيفة ، إذا بهم يتلاعنون يوم القيامة ، أما المؤمنون فيقول عنهم ربنا سبحانه : «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» (١)
وجاء في حديث مأثور عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام في تفسير الآية :
__________________
(١) الحجر / (٧٣).