فتصدوا بذلك مسرح الاحداث ، وكل أولئك كانوا من ذرية اسحق (ع) في الوقت الذي كانت فيه ذرية إسماعيل (ع) تغط في سبات وجهل وخمول الى ان بزغ نور رسول الله (ص) فيهم ، فكان رحمة للعالمين ، وسيد المرسلين ، وهكذا بارك الله في امة إبراهيم بحيث أصبح ذكره اليوم محمودا عند أكثر من ملياري إنسان. هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فهو عند الله من الصالحين وكفى بذلك مقاما كريما.
[٢٨] (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ)
بدأ لوط (عليه السلام) باستنكاره على قومه الإتيان بالفاحشة ، فقال لهم : يا قوم انكم ترتكبون من الفواحش ما لم يسبقكم إليها أحد من العالمين ، فأنتم أعظم خطرا ، وأسوء شرا لأنكم ابتدعتم جرائم عديدة.
وجاء في حديث مروي عن الامام الصادق (عليه السّلام):
«ان إبليس أتاهم في صورة حسنة ، فيه تأنيث ، عليه ثياب حسنة ، فجاء الى شبان منهم فأمرهم ان يقعوا به ، ولو طلب منهم ان يقع بهم لأبوا عليه ، ولكن طلب منهم ان يقعوا به ، فلما وقعوا به التذوه ، ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض» (٣)
[٢٩] (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ)
اضافة الى فاحشة اللواط كانوا يقطعون الطرق الآمنة على الناس ، لأن قراهم كانت في مركز جغرافي حساس ، فلا يسمحون بمرور القوافل.
(وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ)
__________________
(٣) المصدر / ص (١٥٧).