اي تجاهرون بالمنكرات ، وتقترفونها في نواديكم التي تجتمعون فيها بكل صراحة ، فمن يعمل المنكر ويخفيه عن أعين الناس فان أمره هيّن وقد يغفر الله له ، أما ان يفعل المنكر أمام الناس فذلك تعد على الحرمات والقيم.
وذكر في بعض الروايات : «انهم كانوا يحذفون الحصاة على بعضهم ، وانهم كانوا يتضارطون في مجالسهم» (٤)
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
فوق ما اقترفوا راحوا يستكبرون ، ويتوغلون في التحدي ، إذ أنّ من يعمل السيئات ثم يندم عسى الله ان يتوب عليه ، اما ان يعمل السيئات ، ثم يتحدى الله ، فهو مخلد في النار.
[٣٠] (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)
هناك انهى لوط (ع) رسالته ، وأوكل الأمر الى الله ، متوكلا عليه ، طالبا منه النصرة. وقد بقي ينصحهم ثلاثين عاما فلم يقبلوا.
[٣١] (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ)
الحسم لا يتم الا بمعرفة القيادة العليا ، فالملائكة الرسل الذين جاؤوا لنصرة لوط ، وإهلاك قومه مروا في طريقهم على إبراهيم لكي يوعز ربنا سبحانه لإبراهيم : بأنك أنت القائد الأعلى للتجمع الايماني في الأرض ، وقد كان بإمكان هؤلاء
__________________
(٤) المصدر.