[٤٦] الآيات التي مضت كانت تبين قصص الأنبياء مع الأمم ، ولعل ذلك كان مناسبة للحديث عن موقف الإسلام من الرسالات السابقة ، وجاء الجواب : ان الموقف ايجابي ويتلخص في :
الف : الجدال بالتي هي أحسن ، دون خشونة أو عنف.
باء : توجيه العنف الى الظالمين منهم كما يوجه العنف ضد الظالمين من أبناء الامة الاسلامية.
جيم : بيان أسس الوحدة بينهم وبين المسلمين.
(وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
جاء في بعض الروايات ان معنى هذا الجدال : ان تستدل بالأدلة الواقعية ، وألا تنكر حقّا يستشهد به صاحبك ، ولا تدّعي باطلا لإثبات حقّك.
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
ومن هذه الآية نستوحي : ان الإسلام لا يهتم فقط بالمسلمين ـ كطائفة بشرية ـ وانما أيضا بأبناء الطوائف الاخرى ، فيقاوم الظلم انى كان وعلى أي شخص وقع ، مسلما كان أو نصرانيا أو يهوديا وحتى لو كان مشركا.
الإسلام رسالة الله لانقاذ الإنسان كإنسان ، وعلى المسلم أن يكون نصيرا للمظلوم انى كان ، وجاء في حديث :
«من سمع رجل ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم»
(وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ