ويبقى سلاح الاعدام والتعذيب هما سلاحا الأعداء ، وحين تتحداهما تستطيع أن تختار قرارك بحرية.
الحجاب الثاني : خشية الفقر
إن كثيرا من الناس يحذرون الفقر ، إلى درجة تجعلهم يمتنعون عن الإنفاق حتى على أنفسهم ، مما قد يصل بهم إلى درجة الشح ، والسبب في ذلك هو نظرتهم المادية البحتة ، وتغافلهم عن فكرة العمل ، والجزاء ، والنية ، فان الله يرزق على قدر النية والثقة به سبحانه ، وليس هذا دعوة للإسراف ، بل دعوة للإنفاق في سبيل الله ، لكيلا تكون خشية الفقر هو الحاجز الذي يحول دون وصولك إلى الحقيقة ، فعلينا أن نؤمن بحكمة الله وتدبيره ، فان الله لا يضيع أجر عباده المحسنين.
[٦١] (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)
فاذا كانوا يعلمون بحقيقة الخلق ، والرزق ، وان الله مدبر الأمور ، فلما ذا يبيعون إنسانيتهم من أجل لقمة عيش مغموسة في وحل العبودية؟! فليستنجدوا برب العالمين ، مسخر الشمس ، وصانع الكون ، وعليهم أن يتركوا الغرور والتكبر لحظة ليكتشفوا واقع التخلف والذل الذي يعيشون فيه.
[٦٢] (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
إن مفاتيح الرزق بيد الله لا بيد الرئيس ، وقبض الروح بواسطة عزرائيل لا الاستخبارات المركزية ، فعليك أن تتحلى بالرضا والقناعة ، فالله يعلم مقدار حاجتك ، وما هو الواجب إعطاؤه إياك وفق ما يناسب حكمته ، والقضاء بيد الله ،