(وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ)
فقد أثاروا غيظنا ، بسبب تمردهم علينا ، وخروجهم عن ديننا ، ولان بني إسرائيل استعاروا من قبل الحلّي من أهل مصر ، وذهبوا به كما يقول المفسرون.
[٥٦] ثالثا : كشف فرعون لهم عن مدى استعداده لمقاومتهم ، وانه يحذر غلبتهم بالرغم من قلة عددهم الآن.
(وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ)
اي نحن جميعا نستعد لمواجهتهم ، ولعلّه أراد بذلك إبعاد خوف الهزيمة عن جنوده بأنهم قد استعدوا جميعا لمقاومة هذا العدو ، وأن على كل فرد ان يقوم بدوره في مواجهة الخطر المحدق.
[٥٧] رابعا : طفق يبيّن خيرات بلاده ، التي يجب الدفاع عنها ، فقال :
(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
انه زعم امتلاكه لكل مقومات الحضارة ، من زراعة تروى بالعيون مما تجعلها بعيدة عن الأخطار المحتملة ، ومن المعروف ان حضارة آل فرعون كانت زراعية ، وكانت متقدمة بالقياس الى موازين تلك الحقبة القديمة ، وكان يعتز بها فرعون كثيرا ، ويعتقد بأنها دليل سلامة نهجه.
[٥٨] (وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ)
ان وجود ذخائر مالية مثل العملة الصعبة اليوم والكنوز قديما ، معلم من معالم التقدم الحضاري ، كما أن المساكن الآمنة التي يحترم أهلها ، ويكرمون فيها معلم