[٦٠] كان فرعون المبادر الى الحرب ، فهو الذي هاجم بني إسرائيل عند الشروق.
(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ)
[٦١] جدّ جيش فرعون في السير حتى لحقوا بهم ، وصار على مقربة منهم ، يرى كل فريق الفريق الآخر. عندئذ أحس قوم موسى أن الخطر قد أحدق بهم.
(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)
[٦٢] عند ما بيّن النبي موسى ـ عليه السّلام ـ لربه جوانب ضعفه في حمل الرسالة ، سمع من الله كلمة عظيمة هي : «كلّا» وها هو يكررها لقومه عند ما أحسوا بضعفهم في مواجهة فرعون وقومه.
(قالَ كَلَّا)
هناك أخبره الله بأنه معه هو وأخيه هارون ، يسمع ويرى ، وهنا أيضا أنبأهم موسى بأن الله معه.
(إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)
ما أعظم إيمان موسى بربه ، وما أشد يقينه بنصر الله ، وما أجدر بنا ان نقتبس من قصة حياته ومضة يقين ، ونفحة إيمان. أمواج البحر أمامه وأمواج الجيش الكافر وراءه ، وهو لا يملك سوى قوم مستضعف فيهم النساء والأطفال والعجزة ، وقد انهارت إرادتهم بفعل طول الاستعباد ، ولكنه يتحدى كل خوف متوكلا على الله ، واثقا من نصره. أو ليس الله معه فلما ذا يخشى ، بل كيف يتسرب الخوف الى قلب موقن بأن الله معه؟!