وندب الشرع كتمان الألم ثلاثا ، وانبأنا أن في ذلك ثوابا عظيما ، فقد روى عن الإمام الباقر عليه السّلام قال :
«قال الله تبارك وتعالى : ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك الى عواده ، إلا أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، فإن قبضته قبضته إلى رحمتي ، وان عاش عاش وليس له ذنب» (٤)
[٨١] في خضم المشاكل اليومية التي يواجهها البشر ينسى الحقائق الكبرى ، كمن يعالج شجرة في طريقه فتحجبه عن الغابة ، وإنما المهديون من عباد الله يتذكرون أبدا تلك الحقائق الكبيرة. من أين والى أين ومن المدبر؟
والموت والحياة هما أخطر ظاهرتين يمر بهما البشر ، وإذا كشفت عن بصره غشاوة الغفلة فانه يهتدي إلى من يقهر الناس بالموت ، ثم يبعثهم للحساب ، قال إبراهيم (ع) :
(وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)
[٨٢] علاقة البشر بأي شيء أو شخص تنتهي بالموت ، ولكنها تستمر مع الرب الى يوم الدين ، حيث لا تنفع علاقة أخرى.
(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)
ان القلب الواعي تنكشف له الحقائق حتى يبلغ ذروتها ، المتمثلة في اليقين بالبعث والنشور ، وهكذا كان عند إبراهيم عليه السّلام.
__________________
(٤) المصدر.