(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ هو دعوة إبراهيم كما قال ، فهو ـ إذا ـ لسان صدق في الآخرين ، حيث جدد شريعته ، وأعلى ذكره.
كما فعل ذلك الإمام علي ـ عليه السّلام ـ حيث جاء في تفسير علي بن إبراهيم في تفسير هذه الآية انه أمير المؤمنين عليه السلام. (٦)
وقد حرض الإسلام على البحث عن الذكر الحسن ليس باعتباره تطلعا مشروعا فقط ، وإنما أيضا لأنه يعكس كمال النفس وتكامليتها.
جاء في نهج البلاغة أن أمير المؤمنين (ع) قال :
«الا وان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال ، يورثه من لا يحمده» (٧)
[٨٥] ما شر بشر بعده الجنة ، ومنتهى رغبة النفس السوية الحصول على الجنة ، التي هي دار من ارتضاه الرب وأرضاه.
(وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ)
[٨٦] أول من تحدّى إبراهيم (ع) هو أبوه آزر ، ولعله كان يحس ان له عليه حقا ، فلا بد من ان يبر اليه ، فدعا له بالهداية ثم بالمغفرة ، فقال :
(وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ)
__________________
(٦) المصدر / ص (٥٧).
(٧) المصدر.