الريع هو المرتفع من الأرض ، وجمعه رياع ، وكانوا يتخذون لهم بيوتا عالية للهوهم وعبثهم على المرتفعات من الأرض.
[١٢٩] (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)
كانوا يشيدون المصانع (القصور) كما في اللغة ، وبمراجعة مشتقات الكلمة (صنع ـ يصنع ـ صنعا ـ مصنوع ـ صانع) يتبين ان قوم عاد قد بلغوا نوعا من التقدم ، وقد بين الله سبحانه ذلك في سورة الأحقاف حينما قال سبحانه : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ). (١)
ويبدو ان الآلة كان لها أثر كبير على حضارة قوم عاد ، واستخدام الآلة في خدمة الإنسان أو في تسخير الطبيعة شيء حميد ، إلّا أنّ الاستخدام السيء للآلة هو استخدامها بغرض الخلود.
[١٣٠] وتمني الخلود أو مجرد تصوره يدعو الإنسان الى الطغيان ، فلذلك بنى قوم عاد مساكنهم على الأرياع ، وشيدوا لهم القصور ، فاغتروا بما صنعوا ، وعند ما اغتروا تجبّروا وتكبّروا ، فوجهوا قواهم وبطشهم لمن حولهم ، قال تعالى :
(وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)
ان بطشكم ليس على المخطئين ، ولكن بطشكم من أجل نشر تسلّطكم ، ونشر الرعب في قلوب الآمنين.
[١٣١] (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ)
__________________
(١) الأحقاف / (٢٦).