كرر الله عن لسان هود (ع) كلمة التقوى أربع مرات ، وهذه الآية هي المرة الثالثة ، وربما يتساءل البعض : لماذا كرر الله التقوى أربعا؟
والجواب : ان التقوى كلمة ليست ذات بعد واحد ، فأمام كل ذنب تقوى ، فالتقوى في الكذب ترك الكذب ، وفي الكفر الايمان ، وفي الاجرام الترك ، وفي الاعتداء التورع.
وعلى هذا فالتقوى في هذه الآية تتمثل في ترك العبثية ، وإبعاد فكرة الخلود ، واجتناب البطش بالناس نكاية بهم ، وهكذا قوم هود كلما ذكر انحراف عندهم أمرهم بالتقوى في الله لأن الانحراف يؤدي الى العذاب الإلهي الذي لا بد من اجتنابه ، أما التقوى في الآية التالية فلعل المراد منها الشكر ، وترك الكفر بنعم الله بعدم أداء حقوقها.
وقد أرفق هود بكلمة التقوى كلمة «وأطيعون» للدلالة على أنّ الإصلاح يمر عبره ، لأنه يمثل خلافة الله في الأرض.
[١٣٢ ـ ١٣٣] (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ)
ربما تشير هاتين الآيتين الى مرحلة البداوة التي مرّ بها قوم عاد ، ويشير الله إليها بقوله : «بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ» وهذه النعم عادة ما تكون لأهل الصحراء.
[١٣٤] أما المرحلة الثانية التي مر بها قوم عاد فهي مرحلة التحضر ، وذلك في قوله سبحانه :
(وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)