مشكلة عند الخليفة عثمان ، فاستجاب الله له ، وتغيَّرت معاملة عثمان معه ، وتطبيق الصحابي الثقة حجَّة ; لأنه معاصر للنصّ.
وقد أجاز ابن تيمية التوسُّل بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد موته ، فلا تكن ملكياً أكثر من الملك! بل ورد عندكم التوسُّل إلى الله تعالى بالممشى إلى الصلاة والحجِّ ( أتوسَّل إليك بممشاي )!
صارم : قلت لك : نحن نحرِّم شدَّ الرحال إلى زيارة القبور منعاً لجناب التوحيد أن تشوبه شوائب الشرك ، ثمَّ سألتك : لم تشدّون الرحال؟ فقلت : للاستشفاع!! فإن أردت أن تجيبني على قدر السؤال فهذا سؤالي : لماذا تستشفعون بالأموات؟ وكيف؟
العاملي : إلى الآن ما زلت تتصوَّر أن الزيارة لابدَّ أن يرافقها استشفاع ، فمن أين جئت بهذا؟! فقد يزور مسلم نبيَّه ويؤدّي واجب احترامه ولا يتوسَّل ولا يستشفع به ، وقد يتوسَّل المسلم بنبيِّه في بيته ولا يذهب لزيارته ، فالزيارة شيء ، والتوسُّل شيء آخر ، وإلى الآن تتصوّر أن شدَّ الرحال لا يكون إلاّ للاستشفاع! مع أن شدَّ الرحال قد يكون للزيارة وحدها ، أو مع نيّة الاستشفاع والتوسل ، وقد أجبتك بأن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حيٌّ عند ربِّه ، وأنك تسلِّم عليه في صلاتك ، فلا مانع أن يخاطبه المتوسِّل ، على أن المتوسِّل لا يطلب من النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل من الله ، ولا يحتاج إلى مخاطبة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل يخاطب ربَّه ، ويسأله بحقِّ رسوله ومقامه ومعزَّته عنده ، وقلت لك : لقد أجاز ابن تيمية التوسُّل والاستشفاع بالنبيِّ حتى لو كان صلىاللهعليهوآلهوسلم ميِّتاً ، فهل تريد نصَّ كلامه؟ وتعود وتسألني : لماذا تشدّون الرحال للاستشفاع ، ولماذا تستشفعون بالميِّت؟ أرجو أن تتأمَّل في كلامي أكثر.
صارم : لقد تأمَّلت في كلامك جيّداً ، إلى أن قال : وسؤالي : كيف يتوسَّل