هو وأمي ـ مثل تقديم محبّته على النفس والأهل والمال ، وتعزيره وتوقيره وإجلاله ، وطاعته واتّباع سنته ، وغير ذلك ، فعظيمة جداً ، وكذلك مما يشرع التوسُّل به في الدعاء ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصحَّحه : أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم علَّم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسَّل إليك بنبيِّك محمَّد نبيِّ الرحمة ، يا محمّد! يا رسول الله! إني أتوسّل بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها ، اللهم فشفِّعه فيَّ. فهذا التوسُّل به حسن.
وأمَّا دعاؤه والاستغاثة به فحرام ، والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين المتوسِّل إنّما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه ، لا يدعو غيره إلاَّ على سبيل استحضاره ، لا على سبيل الطلب منه ، وأمَّا الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعوَّ ويطلب منه ، ويستغيثه ويتوكَّل عليه ، والله هو ربُّ العالمين. انتهى.
وأنت تلاحظ أنه عبَّر هنا بالتوسُّل به ، وليس بدعائه ، كما أنه لم يخصِّصه بحال حياته ، بل ذكر ذلك من حقوقه والاعتقاد به فعلا!!
العاملي : لقد تشعَّب الموضوع بمداخلات الآخرين ... وقد سألتك عن شدِّ الرحال لأثبت لك تناقض فتاوى ابن تيمية فيها ، وسأترك مطالبتك بالجواب فعلا ، وأجيبك عن التوسُّل والاستشفاع ، ومعناهما عندنا وعندكم واحد ، فالتوسُّل الجائز عند إمامكم هو التوسُّل بدعاء النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته فقط ، ومعناه أنه الآن لا يجوز حتى بدعائه ، كما لا تجوز مخاطبته ; لأنه ميِّت.
أمَّا عندنا فالتوسُّل جائز ومستحب بالنبيِّ وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بذاته الشريفة ، وكل صفاته الربَّانية ، ومقامه المحمود ، وكذا مخاطبته والطلب منه أن يدعو ربَّه ، أو يشفع إلى ربِّه في الحاجة أو الجنّة ... كل ذلك جائز ، وبعضه مستحب ، ولا فرق عندنا في ذلك بين حياته وبعد وفاته ; لأنه حيٌّ عند ربِّه ، يسمع كلامنا بإذن ربِّه ،