١٧٤ ـ ١٧٥ :) وقال صاحب «الينبوع» (١) : لم يبلغني عن المفسرين فيه شيء.
وقال المفسرون في غريب القرآن : هما في المعنى كالآيتين المتقدمتين ، فكرّر (٢) ٣ / ٢٣ للتأكيد وتشديد الوعيد.
ويحتمل أن يكون «الحين» في الأوليين يوم بدر ، و «الحين» في هاتين يوم فتح مكة.
ومن فوائد قوله تعالى في الأوليين : (وأبصارهم) وفي هاتين : (فأبصر) أن الأولى بنزول العذاب بهم يوم بدر قتلا وأسرا وهزيمة ورعبا ، فما تضمنت التشفّي بهم قيل له : (أبصارهم) ، وأما يوم الفتح فإنه اقترن بالظهور عليهم الإنعام بتأمينهم والهداية إلى إيمانهم فلم يكن وفقا للتشفي بهم ، بل كان في استسلامهم ، وإسلامهم لعينه قرّة ، ولقلبه مسرّة ، فقيل له : (أبصر).
ويحتمل على هذا ـ إن شاء الله ـ أن يكون من فوائد قوله تعالى في هذه : (فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) أي يبصرون منك عليهم بالأمان ، ومننّا عليهم بالإيمان.
ومنه قوله تعالى : (لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ) (الممتحنة : ١٠).
وللتكرار فائدتان :
إحداهما : أنّ التحريم قد يكون في الطرفين ؛ ولكن يكون المانع من إحداهما ؛ كما لو [١٦٥ / أ] ارتدّت الزوجة قبل الدخول ؛ يحرم النكاح من الطرفين ؛ والمانع من جهتهما (٣) ، فذكر الله سبحانه الثانية ، ليدل على أن التحريم كما هو ثابت في الطرفين كذلك المانع منهما.
والثانية : أنّ الأولى دلّت على ثبوت التحريم في الماضي ؛ ولهذا أتى فيها بالاسم الدّال على الثبوت ؛ والثانية في المستقبل ، ولهذا أتى فيها بالفعل المستقبل.
ومنه تكرار الإضراب.
__________________
(١) هو محمد بن أبي محمد بن محمد بن ظفر ، أبو عبد الله الصقلي ، تقدمت ترجمته والتعريف بكتابه في ٢ / ١٦٧.
(٢) في المخطوطة «فكرّرتا».
(٣) في المخطوطة «جهتها».