والثاني : أنها الغاية في الحسن ؛ وأعذب الكلام ما بولغ فيه ؛ وقد قال النابغة :
لنا الجفنات الغرّ يلمعن في الضّحى |
|
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما (١) |
والثالث : وهو الأصح ؛ أنها من محاسن الكلام ؛ ولا ينحصر الحسن فيها فإن فضيلة الصدق لا تنكر ولو كانت معيبة لم ترد في كلام الله تعالى ؛ ولها طريقان :
[أحدهما] (٢) : أن يستعمل اللفظ في غير معناه لغة ، كما في الكناية والتشبيه والاستعارة وغيرها ، من أنواع المجاز.
والثاني : أن يشفع ما يفهم المعنى بالمعنى على وجه يقتضي زيادة ؛ فتترادف (٣) ٣ / ٥٦ الصفات بقصد التهويل ، كما في قوله تعالى : (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ) (النور : ٤٠).
القسم الثاني والعشرون
الاعتراض
وأسماه [قدامة] (٤) : «التفاتا» ، وهو أن يؤتى [في أثناء] (٥) كلام أو كلامين متصلين معنى ، بشيء يتم الغرض الأصلي بدونه ، ولا يفوت بفواته ، فيكون فاصلا بين الكلام والكلامين ، لنكتة.
وقيل : هو إرادة وصف شيئين : الأول منهما قصدا ، والثاني بطريق الانجرار ؛ وله تعليق بالأول بضرب (٦) من التأكيد.
__________________
(١) عزو هذا البيت للنابغة خطأ لأنه من شعر حسان بن ثابت رضياللهعنه وقد أورده الزركشي في كتابه ثانية في ٣ / ٤١٧ مع عزوه إلى حسان ولكن عقب عليه باعتراض للنابغة على حسان وهذا هو الصواب وانظر البيت في ديوانه ١ / ٣٥ ، في قصيدة مطلعها :
ألم تسأل الرّبع الجديد التّكلّما ...
(٢) ساقط من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة «فتزداد».
(٤) هو قدامة بن جعفر بن قدامة أبو الفرج الكاتب توفي سنة (٣٣٧) تقدمت ترجمته في ١ / ١٥٦ وما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة «لضرب».