معطوفا على (فَاسْتَفْتِهِمْ) (الآية : ١١) في أول السورة ؛ وقال في قول بعضهم [في] (١) : (نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (المدثر : ٣٦) : إنه حال من فاعل (قُمْ) (المدثر : ٢) في أول هذه السورة ، هذا من بدع التفاسير وهذا الذي ذكره في الصافات منه.
ومن العجب دعوى بعضهم كسر همزة «إن» في قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (ص : ٦٤) على جواب القسم في قوله تعالى : (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (ص : ١) ، حكاه الرمانيّ (٢).
فإن قيل : أين خبر «إن» في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ ...) [الآية] (٣) (فصلت : ٤١) قيل الخبر : (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (فصلت : ٤٤).
فوائد
٣ / ٦٤ قال ابن عمرون (٤) : لا يجوز وقوع الاعتراض بين واو العطف وما دخلت عليه ؛ وقد أجازه قوم في (٥) «ثم» و «أو» (٥) فتقول : «زيد قائم ثم والله عمرو».
وقوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما (٦) [فَلا تَتَّبِعُوا.) (النساء : ١٣٥) جواب الشرط فقوله : (فَاللهُ أَوْلى بِهِما)] (٦) (النساء : ١٣٥) اعتراض بين الشرط وجوابه مع أن فيه فاء والجملة مسندة ل «يكن».
قال الطيبي (٧) : سئل الزمخشريّ عن قوله تعالى : (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (المدثر : ٥٥) : أهو
__________________
(١) ساقط من المخطوطة.
(٢) هو علي بن عيسى بن علي ، أبو الحسن النحوي المعروف بالرّماني تقدمت ترجمته في ١ / ١١١.
(٣) ساقط من المطبوعة.
(٤) هو محمد بن محمد بن أبي علي ، جمال الدين ، ابن عمرون ، تقدم التعريف به في ٣ / ٢٢.
(٥) اضطربت العبارة في المخطوطة كما يلي (وأو لأنّ أو لا يقمن معا بأنفسهنّ).
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٧) هو الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي الإمام المشهور ، كان ذا ثروة من الإرث والتجارة فلم يزل ينفق ذلك في وجوه الخيرات إلى أن كان في آخر عمره فقيرا ، وكان كريما متواضعا حسن المعتقد شديد الردّ على الفلاسفة والمبتدعة مظهرا فضائحهم ، كثير الحياء ملازما للجماعة من تصانيفه «شرح المشكاة» و «شرح الكشاف» وغيرها توفي سنة (٧٤٣ ه) (ابن حجر ، الدرر الكامنة ٢ / ٦٨).