يجدونه بإسقاط الحرف ، قال : ومثال ذلك مثال العارف بوزن الشعر طبعا ؛ فإذا تغير البيت بزيادة أو نقص أنكره وقال : أجد نفسي على خلاف ما أجده بإقامة الوزن ، فكذلك هذه الحروف تتغير نفس المطبوع عند نقصانها ، ويجد نفسه بزيادتها على معنى بخلاف ما يجدها بنقصانه.
الثاني : حق الزيادة أن تكون في الحرف (١) وفي الأفعال كما سبق ؛ وأما الأسماء فنصّ أكثر النحويين على أنها لا تزاد. ووقع في كلام كثير من المفسّرين الحكم عليها في بعض المواضع بالزيادة ، كقول الزمخشري في قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (البقرة : ٩) إن اسم الجلالة (٢) مقحم ، ولا يتصوّر مخادعتهم لله تعالى.
الثالث : حقها أن تكون آخرا وحشوا ؛ وأما وقوعها أوّلا فلا لما فيه من التناقض ، إذ قضية الزيادة إمكان اطّراحها ، وقضية التصدير الاهتمام ، ومن ثم ضعّف قول بعضهم [بزيادة «لا»] (٣) في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (القيامة : ١). وأبعد منه قول آخر : إنها بمعنى «إلاّ» ، والظاهر أنها ردّ لكلام تقدّم في إنكار البعث ، أي ليس الأمر كما تقولون ، ثم قال بعده : (أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (القيامة : ١) ، وعليه فيجوز الوقف على «لا» وفيه بعد.
فصل
٣ / ٧٥ الزيادة إما أن تكون لتأكيد النفي ، كالباء في خبر ليس وما ، أو لتأكيد الإيجاب كاللام الداخلة على المبتدإ.
وحروف الزيادة سبعة : إنّ ، وأن ، ولا ، وما ، ومن ، والباء ، واللام. بمعنى أنها تأتي في بعض الموارد زائدة ؛ لا أنّها (٤) لازمة للزيادة. ثم ليس المراد حصر الزوائد (٥) فيها ، فقد زادوا الكاف وغيرها ؛ بل المراد أن الأكثر في الزيادة أن تكون بها.
__________________
(١) في المخطوط «الحروف».
(٢) في المخطوط «الله».
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة «لأنها».
(٥) في المخطوطة «الزيادة».