وقال ابن عصفور في «المقرّب» (١) : وتزاد في نادر كلام لا يقاس عليه ، كقوله تعالى : (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (القيامة : ٤٠) و (الأحقاف : ٣٣) انتهى.
٣ / ٨٥ ومراده الآية التي أولها : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ) (الأحقاف : ٣٣) ، ولذا (٢) صرّح به ابن أبي الربيع (٣) في القراءتين. ويدلّ على الزيادة الآية التي في (الاسراء) (٤) : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ) (الآية : ٩٩).
وزعم (٥) ابن النحاس (٦) أنه أراد الآية الأولى ، أعني قوله : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (القيامة : ٤٠) ، فاعتذر عنه بأنه : إنما قال ذلك وإن كان في خبر ليس لأن «ليس» هنا بدخول الهمزة عليها لم يبق معناها من النفي ، فصار الكلام تقريرا ويعني بقوله : «في نادر» في القياس لا في الاستعمال.
وأما اللام ، فتزاد معترضة بين الفعل ومفعوله ؛ كقوله :
وملكت ما بين العراق ويثرب |
|
ملكا أجار لمسلم ومعاهد (٧) |
__________________
(١) هو علي بن مؤمن بن محمد أبو الحسن بن عصفور الاشبيلي تقدمت ترجمته في ١ / ٤٦٦. وأما كتابه «المقرب» فقد طبع (بتحقيق أحمد عبد الستار الجواري وعبد الله الجبوري) بغداد رئاسة ديوان الأوقاف ١٣٩٢ ه / ١٩٧٢ م ، وحققه أيضا برسالة ماجيستير (يعقوب يوسف الغنيم) دار العلوم ، جامعة القاهرة. (عبد الجبار ، ذخائر التراث العربي ١ / ١٩٠).
(٢) في المخطوطة «وكذلك».
(٣) هو أحمد بن سليمان بن أحمد أبو جعفر الكناني الأندلسي الطنجي ، المقرئ المعروف بابن أبي الربيع ، مسند القراء بالأندلس ، رحل وقرأ الروايات على أبي أحمد السامري وأبي بكر الأذفوني ، وأبي الطيب بن غلبون ، وأقرأ الناس ببجّانة والمرّية ، وعمّر دهرا طويلا توفي قبل سنة (١٤٤ ه) (الذهبي ، معرفة القراء الكبار ١ / ٣٩٨) وأما القراءتان فقد ذكرهما ابن جرير في تفسيره جامع البيان ٢٦ / ٢٣ ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٦ / ٢١٩ ، وأبو حيّان في البحر المحيط ٨ / ٦٨ عند تفسير سورة الأحقاف.
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة «وظن».
(٦) هو محمد بن إبراهيم ، ابن النحاس ، سيأتي التعريف به ص ٣٤٣.
(٧) البيت لابن ميّادة ، الرّماح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة ، من قصيدة يمدح مطلعها :
من كان أخطأه الرّبيع فإنّما |
|
نصر الحجاز بغيث عبد الواحد |
فيها أمير المدينة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك. انظر أخبار ابن ميّادة في كتاب الأغاني لأبي الفرج